وماؤها ملح وَلكنه يستساغ وَقد بنوا عِنْد فوهتها خرزة من الرخام الْأَبْيَض ارتفاعه ذراعان وَفِي جَوَانِب حجرَة زَمْزَم الْأَرْبَعَة أحواض يصب فِيهَا المَاء وَيتَوَضَّأ النَّاس بِهِ وأرضها من الْخشب المشبك ليسيل المَاء الَّذِي يراق بهَا وبابها نَاحيَة الْمشرق
وأمام الْبِئْر نَاحيَة الْمشرق بِنَاء آخر مربع عَلَيْهِ قبَّة يُسمى سِقَايَة الْحَاج وضع بِهِ أزيار يشرب مِنْهَا الْحجَّاج وَبعد هَذَا الْبناء نَاحيَة الشرق بِنَاء آخر مستطيل عَلَيْهِ ثَلَاث قباب يُسمى خزانَة الزَّيْت بِهِ الشمع وَالزَّيْت والقناديل
وحول الْكَعْبَة أعمدة يتَّصل بَعْضهَا بِالْبَعْضِ بِوَاسِطَة عروق من الْخشب عَلَيْهَا زخارف ونقوش من الْفضة ومعلق بهَا الْحلق والكلابات حَتَّى يوضع الشمع فِي هَذِه وتدلى المصابيح من تِلْكَ بِاللَّيْلِ وَيُسمى هَذَا الْموضع المشاعل ويفصله عَن الْكَعْبَة خَمْسُونَ وَمِائَة ذِرَاع وَهِي مَسَافَة الطّواف
فجملة المباني الَّتِي بِسَاحَة الْمَسْجِد الْحَرَام عدا الْكَعْبَة المعظمة شرفها الله تَعَالَى ثَلَاثَة هِيَ بَيت زَمْزَم وسقاية الْحَاج وخزانة الزَّيْت