تَابِعَة لميافارقين
ثمَّ سرنا إِلَى مَدِينَة أرزن وَهِي مَدِينَة عامرة وجميلة فِيهَا أَنهَار جَارِيَة وبساتين وأشجار وأسواق جميلَة وَيبِيع البرسيون هُنَاكَ المائتا من عنبا بِدِينَار وَاحِد فِي شهر آذر نوفمبر وديسمبر ويسمون هَذَا الْعِنَب رز إرمانوش
وانتقلنا إِلَى مَدِينَة ميافارقين الَّتِي يفصلها عَن أخلاط ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ فرسخا وَمن بَلخ إِلَيْهَا عَن الطَّرِيق الَّذِي إجتزناه إثنان وَخَمْسُونَ وَخَمْسمِائة فَرسَخ وَقد دخلناها يَوْم الْجُمُعَة السَّادِس وَالْعِشْرين من جمادي الأول 33 {23 نوفمبر 1036) وَكَانَت أوراق الشّجر حِينَئِذٍ لَا تزَال خضراء وميافارقين محاطة بسور عَظِيم من الْحجر الْأَبْيَض الَّذِي يزن الْحجر مِنْهُ خَمْسمِائَة من وعَلى بعد كل خمسين ذِرَاعا من هَذَا السُّور برج عَظِيم من الْحجر نَفسه وَفِي أَعْلَاهُ شرفات وَهِي من الدقة بِحَيْثُ تَقول أَن يَد بِنَاء ماهر أكملتها الْيَوْم ولهذه الْمَدِينَة بَاب من نَاحيَة الغرب لَهُ عتبَة عَلَيْهَا طاق حجري وَقد ركب عَلَيْهَا بَاب من حَدِيد لَا خشب فِيهِ وَيطول وصف مَسْجِد الْجُمُعَة بهَا لَو ذكرته وَلَو أَن صَاحب الْكتاب شرح كل شَيْء أتم الشَّرْح وَقد قَالَ إِن للميضأة الَّتِي عملت بِهَذَا الْمَسْجِد أَرْبَعِينَ مرحاضا تمر أمامها قناتان كبيرتان الأولى ظَاهِرَة ليستعمل مَاؤُهَا وَالثَّانيَِة وَهِي تَحت الأَرْض لحمل الثفل وللصرف وخارج هَذِه الْمَدِينَة فِي الربض أربطة كروانسراها وأسواق وحمامات وَمَسْجِد وجامع آخر يصلونَ فِيهِ الْجُمُعَة ايضا وَفِي نَاحيَة الشمَال سَواد آخر يُسمى المحدثة بِهِ سوق وَمَسْجِد