الليالي المطر وحفاظك وميثاقك واليمين التي حلفتها؛ والحفاظ والمطر والحلف كلها تسقي منزل لياليه بالرقمتين، وأيه الحفاظ، وأين الميثاق، وأين الحلف الذي كان من هذه الليالي!!؟ هذا كلام ركيك، ونوع من الوسواس.
وأما قول أبي العلاء - رحمه الله - فالوجهان فيه لا قبول لهما.
أما الوجه الأول فلا يخفى ضعفه، وأنه لا يقول فصيح. وليس بالحسن أن يقال: سقاك الله الماء والماء والماء ولا: سقال الله يا دار المطر، والمطر، والمطر!!.
وأما الوجه الثاني فقد ادعى فيه أن العهد (الدمع)، ولم يقل أحد إن الدمع يسمى عهدا، وجعل الساقي الآخر معرفته المنزل في الدهر الأول، وجعل العلة في كونهما ساقيين [209/ب]- أعني الدمع والمعرفة - بأن كل واحد من الدمع والمعرفة سبب سفي الآخر: فسبب كون المعرفة ساقيا (الدمع) وسبب كون الدمع ساقيا (المعرفة)؛ وهذا كما تراه!!.
وأقول: إن الذي يحمل عليه قول أبي تمام: (سقى العهد ..)،أي: عهدي بك وما تقدم لي فيك؛ أو سقى منزلك