وقبليَ أبكى كلَّ من كان ذا هوى ... هتوفُ البواكي والديار البلاقعُ
وهنّ على الأطلال (?) من كل جانب ... نوائحُ ما تخضلُّ منها المدامع
مزبرجةُ الأعناقِ نُمْرٌ ظهورُهَا ... مخطَّمَةٌ بالدرِّ خضرٌ روائعُ
ومن قطع الياقوت صيغتْ عيونها ... خواضبُ بالحنّاء منها الأصابع 323 - قال عبد الله محمد بن المكرم مختار هذا الكتاب عفا الله عنه: ولقد عمل محيي الدين عبد الله بن الشيخ رشيد الدين عبد الظاهر كاتب الإنشاء (?) بعد موت هذا المصنف في هذا المعنى شيئاً ظريفاً اخترتُ إيراده هنا وهو (?) :
نسب الناسُ للحمامة شجواً ... وأَراها في الشجو ليستْ هنالكْ
خضبتْ كفَّها وكحَّلتِ العَيْنَ ... وغنتْ وما الحزينُ كذلك 324 - حميد بن ثور (?) :
وما هاج هذا الشوق إلا حمامةٌ ... دَعَتْ ساقَ حرٍّ ترحةً وترنّما
بكتْ شجوَ ثكلى قد أُصيبَ حميمها ... مخافةَ بينٍ يترك الحبلَ أجْذَما
فلم أرَ مثلي شاقه صوتُ مثلها ... ولا عربياً ساقه صوتُ أعجما 325 - آخر (?) :
رويدك يا قمريُّ لستَ بمضمرٍ ... من الشوق إلا دونَ ما أنا مضمرُ
ليكفِكَ أن القلبَ منذ تنكرتْ ... أُمامةُ عن معروفها متنكر
سقى الله أياماً خَلَتْ لأُمامةٍ ... فلم يبقَ إلا عهدها والتذكر
لئن كانتِ الدنيا أتتْ باساءَةٍ ... لما أَحْسَنَتْ في سالفِ الدَّهرِ أكثر 326 - المنازي البندنيجي الشاعر، وبندنيج قصر بالرافقان بين بغداد وحلوان، وقد اجتاز بسوق باب الطاق ببغداد حيث يباع الطير، فسمع حمامة تلحن في قفص، فاشتراها وأرسلها وقال (?) :