فإذا ثبت بما قدمناه أن هذه الأسماء محذوفة اللامات فكأنهم إنما عوضوها الجمع بالواو والنون مما لحقها من الجهد والحذف ليكون ذلك عوضًا لها، وذلك أن التكسير ضرب من التوهين1 والتبديل والإشكال يلحق الكلمة، والجمع بالواو والنون إنما هو للأسماء الأعلام التي هم ببيانها معنيون، ولتصحيح ألفاظها لفرط اهتمامهم بها مؤثرون، فقد علمت بذلك غلبتها على غيرها من الأجناس التي تأتي مكسرة نحو: "رجل ورجال" و"كلب وأكلب" فإذا ألحقوا غيرها فذلك تقوية منهم له ورفع منه. ومعنى الإشكال في التكسير أنك تجد المثال المكسر عليه تخرج آحاد كثيرة إليه، ألا ترى أن "أَفْعَالا" قد خرج إليه "فَعَلٌ" نحو "جَمَل وأَجْمال" وخرج إليه "فِعْل" و"فُعْل" و"فِعِلٌ" و"فُعُلٌ" و"فَعِلٌ" و"فُعَلٌ" و"فِعَلٌ" و"فَعُلٌ" وذلك نحو "ضِرْس وأَضْراس" و"بُرْد وأَبْراد" و"إِبِل وآبال" و"عُنُق وأَعْناق" و"كَبِد وأَكْباد" و"رُبَع وأَرْباع" و"ضِلَع وأَضْلاع" و"عَضْد وأَعْضاد"2.
وخرج إليه أيضًا "فَعْلٌ" وإن لم يكن في كثرة ما قبله، قالوا: "زَنْدٌ3 وأَزُناد" و"فَرْخٌ وأَفُراخ".
وخرج إليه أيضًا ما لحقته الزيادة من ذوات الثلاثة، وذلك نحو "شاهد وأشهاد" و"شريف4 وأشراف". كذلك أيضًا "أَفْعُل" يخرج إليه أمثلة جماعة نحو: "كَعُبٌ وأَكْعُب" و"زَمَنٌ وأَزْمُن" و"قُفْل وأَقْفُل" قرأ بعضهم: "أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفُلُها" [محمد: 24] و"ضِرْس وأَضْرُس" قال5:
................................. ... وقَرَعْنَ نَابَكَ قَرْعَةً بِالأَضْرُسِ6