ألا ترى أن بعضها مضموم إلى بعض ملحق به، أنشدنا أبو علي1:

اطلب أبا نخلة مَن يأبوكا ... فقد سألنا عنك مَن يعزوكا

إلى أبٍ فكُلُّهُمْ ينفِيكا2

على أنهم قد قالوا أيضًا: "عَزَيْتُهُ إلى أبيه" فالأصل في "عِزة" على هذا "عِزْية". وإن وجدت فسحة، وأمكن الوقت عملت بإذن الله تعالى كتابًا أذكر فيه جميع المعتلات في كلام العرب، وأميز ذوات الهمز من ذوات الواو ومن ذوات الياء، وأعطي كل جزء منها حظه من القول مستقصًى إن شاء الله تعالى.

وذكر شيخنا أبو علي أن بعض إخوانه سأله بفارس إملاء شيء من ذلك، فأملَّ منه صدرًا كبيرًا، وتقصى3 القول فيه، وأنه هلك في جملة ما فقده وأصيب به من كتبه، وحدثني أبو علي أنه وقع حريق بمدينة السلام، فذهب له جميع علم البصريين، قال: وكنت كتبت ذلك كله بخطي، وقرأته على أصحابنا، فلم أجد في الصندوق الذي احترق شيئًا البتة إلا نصف كتاب الطلاق عن محمد بن الحسن، فسألته عن سلوته وعزائه عن ذلك، فنظر إلى متعجبًا، ثم قال: بقيت شهرين لا أكلم أحدًا حزنًا وهمًّا، وانحدرت إلى البصرة لغلبة الفكر علي، وأقمت مدة ذاهلا متحيرًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015