فأما قولهم "ثَوْر" و"ثِيرَة" فشاذ، وكأنهم1 فرقوا بالقلب بين جمع "ثور" من الحيوان وجمع "ثور" من الأقط2، لأنهم يقولون في "ثور" الأقط: "ثورة" على القياس فأما "حِيَلٌ" و"قِيَمٌ" فإن الواو فيهما لما انقلبت في الواحدة ضرورة لانكسار ما قبلها قلبت أيضًا في الجمع، فقيل "قِيَمٌ" و"حِيَلٌ". وأما "حِيَاض" و"رِيَاض"3 و"ثِيَاب" ونحو ذلك فإنما قلبت واوه ياء لسكونها في الواحد، ومجيئها في الجمع بعد كسرة، وقبل ألف، ولام الفعل فيها صحيح، لا بد في هذا الموضع من ذكر هذه الأربعة الأشياء وإلا فسدت العلة ونقصت.

فإن قلت: فأنت تعلم أن أصل "غازية"4 و"مَحْنِية"5: "غازِوة" و"مَحْنِوة" لأنهما من "غزوتُ" و"حنوتُ" وقد قلبت الواو فيهما للكسرة قبلها، وهما مع ذلك متحركتان. وكذلك "داعية" و"قاصية" و"عافية" و"راجية" لأن الأصل "داعوة" و"قاصوة" و"عافوة" و"راجوة" لأنها من "دعوت" و"قصوت" و"عفوت" و"رجوت".

فالجواب: أنه إنما أعل ذلك وإن كان متحركًا من قبل أنه لام الفعل، فضعف، وأما الفاء والعين فقويتان، فسلمتا لقوتهما، وإذا كان القلب في العين قد جاء في نحو "ثِيرة" و"سِياط" فهو في اللام أجوز وأسوغ. فأما قولهم "الفُتُوّة" و"النُّدُوّة" و"الفُتُوّ"، قال6:

في فُتُوٍّ أنا رابئُهُم ... من كلالِ غَزْوَةٍ ماتُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015