وقال الآخر1:

فلا تستطل مني بقائي ومدتي ... ولكن يكن للخير منك نصيب2

أي: ليكن.

وأنشد سيبويه3:

على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي ... لك الويل حر الوجه أو يبك من بكى4

قال: أراد أو "ليبك". وحسن ذلك له قليلًا أن قبله أمرًا، وإن لم يكن مجزومًا؛ فإنه في معنى المجزوم، ألا ترى أن معنى "اخمشي": لتخمشى.

ومن أبياته أيضًا5:

محمد تفد نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من شيء تبالا

أراد: لتفد نفسك؛ فحذف اللام، وهذا أقبح من الأول، لأن قبل ذاك شيئًا فيه معنى اللام، وهو "اخمشي"، لأن معناه: "لتخمشي"، وهذا ليس قبله شيء معناه معنى اللام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015