وقرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن سليمان عن ابن أخت أبي الوزير عن ابن الأعرابي1:
فإنما أنت أخ لا نعدمه
أي: لا نعدمه؛ فنقل ضمة الهاء إلى الميم، كما قال الآخر2:
عجبت والدهر كثير عجبه ... من عنزي سبني لم أضربه3
أي: لم أضربه، وهذا واسع عنهم كثير.
وكما أن لام الجر قد تفتح مع المظهر في ما حكيناه من قراءة سعيد بن جبير: "وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنْهُ الْجِبَالُ"4 وغير ذلك، فكذلك قد فتحت لام الأمر في ما حكيناه عن الفراء من قولهم: "ليقم زيد". والعلة في فتح هاتين اللامين في هذه المواضع القليلة أن أصل حركتهما الفتح، فربما خرجتا على أصلهما.
واعلم أن هذه اللام الجازمة لا تضمر إلا في ضرورة الشعر، كما أن حرف الجر لا يحذف إلا في الضرورة. قرأت على أبي علي، قال: أنشد أبو زيد5:
فتضحي صريعًا ما تجيب لدعوة ... ولا تسمع الداعي ويسمعك من دعا6
أي: وليسمعك.