سر الفصاحه (صفحة 95)

فليس هذا التكرار عندي قبيحاً لأن المعنى المقصود لا يتم إلا به. وقد اتفق له أن ذكر أجداد الممدوح على نسق واحد من غير حشو ولا تكلف لأن أبا الهيجاء هو عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد. ولو ورد هذا الكلام نثراً لم يزد على هذه الصفة فلما عرض في هذا التكرار معنى لا يتم إلا به سهل الأمر فيه وكان البيت مرضياً غير مكروه.

وعلى ذلك يجب أن يحمل كل تكرار يجرى هذا المجرى.

وقيل أذن أبو مهدية الأعرابي يوماً فقال أشهد أن لا إله إلى الله مرة فقيل له: خالفت السنة إنما هو أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله فقال أو ليس المعنى واحداً ونربح التكرار1 الذي هو عي.

وأجاز لنا في بعض الأيام شيخنا أبو العلاء بن سليمان قول الشاعر:

ألا طرقتنا بعد ما هجعوا هند ... وقد سرن خمسا واتلأب بنا نجد

ألا حبذا هند وأرض بها هند ... وهند أتى من دونها النأى والبعد2

وقال: من حبه لهذه المرأة لم ير تكرير اسمها عيباً ولأنه يجد للتلفظ باسمها حلاوة فلم يرمن الاعتذار للتكرير إلا هذا العذر

فأما قول أبي الطيب:

لك الخير غيري رام من غيرك الغنى ... وغيري بغير اللاذقية لاحق3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015