الخوف برد الأمن فأمن سربه، وعذب شربه. أمن لا يذعر معه السرح، ولا يتغشى لباسه الذعر. قد سكن روعه والتحف عليه جناح السكينة، وحصل في ظل الطمأنينة. قد سكن جاشه، وزال استيحاشه.

في ضد ذلك

إذا نام هاله طيف، وإذا انتبه راعه سيف. طار قلبه بجناح الوجل، وطاش لبه في قبضة الوهل. الأرض عليه كفة حابل أو أشد تقاربا، وحلقة خاتم أو أتم تداخلا. قد ملكه خوف لا يريم، وذعر لا ينام ولا ينيم. قد طاح روعه فرقا، وطار قلبه فرقاً، كادت نفسه تطيح، وروحه تسري بها الريح.

ذكر الطاعة بعد الإمتناع واللين بعد القسوة

دان بعد طماحه، ولان بعد جماحه. سمح، بعد أن جمح، وتطوع، بعد أن تمنع. استأسر، بعد أن استأسد، وتذلل، بعد ما تدلل، وتأتى، بعد ما تأبى، وعنا، وبعد ما عتا، دان مقاده، ولانت شداده. ذلت أخادعه، وتسهلت مراتعه.

الضياع وما يجري من الألفاظ في ذكرها ووصف أحوالها

لفلان ضويعة يرتفق بها، ويرتزق منها. ضيعة أنفق عليها أيام عمره، وأراق فيها ماء شبيبته. ضيعة اقتناها يوطء الجمر، واستعمرها بانتعال العدم. ضيعة يحشد في عمارتها، ويحتمل في تثمير ارتفاعها، ويبيع ما يلوح له الحظ في بيعه من غلاتها. تلك الضياع على اتساع بقاعها، وعظم ارتفاعها، قد استغرقت غلاتها. نوائب السلطان، وتحيفت ثمراتها جوائح الزمان، فلا فضل فيها للإفضال على الإخوان. وقفت على ما عرض في تلك الضيعة من الضيعة، وفي تلك الغلة من الخلة. أربابها أرباب خلة وقلة، وأحوال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015