يَنْبَغِي أَن نعلم أَنه كَانَت هُنَاكَ مدرستان للسلف واتجاهان فِي طَريقَة تحمل الْعلم وتبليغه: الأولى مدرسة المحدّثين، وَالْأُخْرَى مدرسة الْفُقَهَاء، قَالَ ابْن الْقيم فِي التَّعْرِيف بِهَاتَيْنِ المدرستين1: الْعلمَاء منقسمون إِلَى قسمَيْنِ: حفاظ الحَدِيث وجهابذته القادة الَّذين هم أَئِمَّة الْأَنَام وزوامل الْإِسْلَام الَّذين حفظوا على الْأمة معاقد الدّين ومعاقله وحموا من التكدير والتغيير موارده ومناهله حَتَّى ورد من سبقت لَهُ من الله الْحسنى تِلْكَ المناهل صَافِيَة من الأدناس لم تشبها الآراء تغييراً، ووردوا فِيهَا عينا يشرب بهَا عباد الله يفجرونها تفجيراً..
وفقهاء الْإِسْلَام: من دارت الْفتيا على أَقْوَالهم بَين الْأَنَام الَّذين خُصّوا