يقول امرؤ القيس في «مُعَلَّقته»: التي مطلعها:
قِفَا نَبْكِ من ذِكرى حَبيبٍ ومَنزِلِ ... بسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُولِ فَحَومَل
يقول:
أَصَاحِ تَرَى بَرْقَاً أُرِيْكَ وَمِيْضَهُ ... كَلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّل
يُضِئُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِبٍ ... أَهَانَ السَّلِيْطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّل
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ ... وَبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ مَا مُتَأَمَّل
ومعناه: لقد شاقنا البرق، وأعجبنا وميضه، فقعدت أنا وأصحابي بين ضارج ـ وهي الشقة في شمال القصيم ـ والعذيب وهو موضع قريب من ضارج، نتأمله، ونشيم مطره، والبرق ليس بالقريب منا فما تأملناه بعيدٌ عن موضعنا كُلَّ البُعْدِ.
وقال في قصيدة أخرى كما في «ديوانه» ـ ط. مركز زايد ـ (2/ 460):
قعدتُ لهَا وصُحبَتِي بين ضَارجِ ... وبين تِلاعِ يثْلُث فالعريض
قال ياقوت في «معجم البلدان» (4/ 114) العريض: جبلٌ، وقيل: اسم وادٍ، وقيل: مَوضعٌ بِنَجْدٍ.
قال الشيخ العبودي: الشَّئُ الذي لا أَشُكُّ فِيهِ أنَّ امرأَ القيس يُرِيدُ «ضارج» القصيم، ليس غيره.