ولا تنافي بين «الشقق» هذه والتي ذكرها الأستاذ، إذْ أنَّ الحُجَّاج يسلكون طُرُقاً شتَّى، تبعاً لتفرُّق بلدانهم، ومادام أن قال: المجاور لها من الشمال أحد هذه الممرات، حسب ما ذكره الإمام الحربي في كتابه، فإنَّ ماذكره الشيخ: ابن بليهد، وغيره، لا غُبار عليه.
وقد ورد بحث في «مجلة العرب» لأعوام سابقة عن أسر بني خالد، ومساكنهم في القرن الثامن الهجري، وعدَّ من ذلك «ضارج»، ولعل أسرة المحيميد، من الأسر القديمة فيها، والمقصود أن «الشِّقَّة» بلدٌ معمورُ قديماً، ولم يحتلوا من عامر، ويؤيد ما ذكره الشيخ: حمد الجاسر، وجود أملاك للعضابا في «الخبيب» غربي «الشُّقَّة السُّفلَى»، وهم من الأسر التي أشار إليها من «بني عمرو»، والمذكورين والأملاك لا زالت تُنطق باسم أصحابها في عموم «الشِّقَق» أسر مختلفة في «القصيم».
لذا، فإن ما ذكره الشيخ: العبودي في معرِض ردِّه على الشيخ: ابن بليهد، في جملة الذين بدأوا عمارتها الأخيرة، لم يكن خبراً مؤكَّداً، وقد عمروا نصيبهم فقط منها، وليسوا أهلها وحدهم، ومع ما قدَّمه أستاذنا الفاضل نجد أنه اختار من أقواله أضعفها وأبلاها، ومع ذلك أهمل الأسر المشاركة