الحب أغلبُ للفؤاد بقهره ... من أن يرى للستر فيه نصيبُ
وإذا بدا سر اللبيب فإنه ... لم يبد إلاّ أنه مغلوبُ
إني لأبغض عاشقاً متستراً ... لم تتهمه أعينٌ وقلوبُ
وقال ذو الرمة:
إذا هبت الأرواح من نحو جانبٍ ... به أهل ميٍّ هاج لبي هبوبها
هوى تذوف العينان منه وإنما ... هوى كل نفسٍ حيث حل حبيبها
وقال المجنون:
يقولون لي يوماً وقد جئت حيهم ... وفي كبدي نارٌ يشب لهيبها
أما تخشى من أسدنا؟ فأجبتهم ... هوى كلً نفسٍ حيث حل حبيبها
وقال بعض الأعراب:
شكوت فقالت كل هذا تبرماً ... بحبي أراح الله قلبك من حبي!
فلما كتمت الحب قالت لشدما ... صبرت وما هذا يفعل شجي القلبِ
وأدنو فتقصيني وأبعد طالباً ... رضاها فتعتد التباعد من ذنبي
فشكواي يؤذيها وصبري سيوؤها ... وتجزع من بعدي وتنفر من قربي
فيا قوم هل من حيلةٍ تعرفونها؟ ... أشيروا بها واستوجبوا الشكر من ربي!
وتقدم هذا المعنى في حرف الهمزة. وقريب منه وإن عاكسه في الترديد قول امرئ القيس:
وقالت متى يبخل عليك ويعتلل ... يسؤك وإن يكشف غرامك يدربِ
وقال الإمام العارف بالله تعالى أبو بكر الشبلي رضي الله عنه وقد دخل على شيخه الإمام أبي القاسم الجنيد رضي الله عنه فوقف بين يديه وصفق بيده وقال:
عودوني الوصال والوصل عذبُ ... ورموني بالصد والصدُ صعبُ
زعموا حين أزمعوا أنَّ ذنبي ... فرط حبي لهم وما ذاك ذنبُ
لا وحق الخضوع عند التلاقي ... ما جزا من يحب إلاّ يُحَبُ
فأجابه الشيخ فقال: