وتمنيت أن أراك ... فلما رأيتكا
غلبت دهشة السرور ... فلم أملك البكا
وقال أبو علي الفارسي النحوي:
خضبت الشيب لمّا كان عيباً ... وخضب الشيب أولى أن يعابا
ولم أخضب مخافة هجر خلٍ ... ولا عيبا خشيت ولا عتابا
ولكن المشيب بدا دميما ... فصيرت الخضاب له عقابا
وسيأتي ذكر ما في الشيب والخضاب مستوفي إن شاء الله تعالى.
وقال عبد الله بن سعيد الموصلي الشافعي:
قالوا سلا، صدقوا عن ... السلوان ليس عن الحبيبِ
قالوا: فلم ترك الزيارة؟ ... قلت: من خوف الرقيبِ
قالوا: فكيف يعيش مع ... هذا؟ فقلت: من العجيبِ
وقال انو العرب الصقلي:
لا تعجبن لرأسي كيف شاب أسىً ... وأعجب لأسود عيني كيف لم يشب
البحر للروم لا تجري السفين به ... إلاّ على خطرٍ والبر للعرب
وسبب قوله ذلك إنَّ المعتمد بن عباد بعث إليه بخمسمائة دينار وأمره أن يتجهز بها ويقدم عليه، فكتب إليه الحصري:
أمرتني بركوب البحر أقطعه ... غيري لك الخير فاخصصه بذي الداء
ما أنت نوحٌ فتنجيني سفينته ... ولا أنا أمشي على الماءِ
وقال أبو الوفاء:
ومن كان في المسعى أبوه دليله ... تدانى له الشأو الذي هو طالبه
وقال يحيى بن خالد بن برمك:
أنصب نهاراً في طلاب العلى ... وأصير على فقد الحبيب القريب
حتى إذا الليل أتى مقبلا ... واستترت فيه وجوه الغيوبُ