وكلما رمتُ أن أقابله ... على تماديه في تعديهِ
جاءت على غفلةٍ محاسنه ... تلزمني الصفح عن مساويهِ
وقال الآخر:
كلما أذنب أبدى وجهه ... حجةً فهو مليٌ بالحججِ
كيف لا يفرط في إجرامه ... من متى شاء من الذنب خرج
وقال الآخر:
عفت محاسنه عندي إساءته ... حتى لقد حسنت عني مساويهِ
وقال الآخر:
لي حبيبٌ كالظبي غرٍّو لكن ... بعذابي في الحب ما أغراهُ!
وإذا كرر الذنوب فيكفيه ... اعتذاراً مما جنى أن أراهُ
وقال الآخر:
ومستنصٍ في العذر مستعجل القلى ... بعيدٍ من العتبى قريبٍ من الهجرِ
له شافعٌ في القلب مع كلِّ زلةٍ ... فليس بمحتاج الذنوب إلى العذرِ
وقال أبي الطيب:
فأن يكن الفعل الذي ساء واحداً ... فأفعاله اللائى سررن ألوفُ
وقال حاتم أو عمرو بن الأهتم:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ... ويخصب عندي والمحل جديبُ
وما الخصب للأضيافِ أن يكثر القرى ... ولكنما وجه الكريم خصيبُ
وسنذكر ما في هذا النزع من الشعر بعد إن شاء الله تعالى. وقال رجل من عبس:
إذا راح ركبٌ مسرعون فقلبه ... مع الرائحين المسرعين جنيبُ
وإن هبَّ علويُّ الرياح رأيتني ... كأني لعلو يأتهن نسيبُ
فلا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر ... حبيباً ولم يطرب إليك حبيبُ
وقال الآخر:
من كان يزعم أن سيكتم حبه ... حتى يشكك فيه فهو كذوبُ