عودة الفرنج إلى عكا وهدم عسقلان

فصالحوا الفرنج على تسليم البلد، وجميع ما فيه من الآلات، والعدد والأسلحة، والمراكب، وغير ذلك، وعلى مائتي ألف دينار، وألف وخمسمائة أسير، مجاهيل الأحوال، ومائة أسير معينين من جانبهم يختارونهم، وصليب الصلبوت، على أن يخرجوا سالمين بأنفسهم، وذراريهم، وأموا لهم، وقماشهم، وضمنوا للمركيس، عشرة آلاف دينار، لأنه كان الواسطة، ولأصحابه أربعة آلاف.

وحلف الفرنج لهم على ذلك، وتسلموا عكا، في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة، سنة سبع وثمانين وخمسمائة. ونكثوا ذلك العهد، وأسروا كل من كان بها من المسلمين، وفرقوا بنيهم، واستصفوا أموالهم، وسلبوهم ثيابهم وأسلحتهم، ثم قتلوا منهم ألفين ومائتين صبراً، على دم واحد، في يوم واحد، حيث توهموا فيهم أنهم فقراء، ليس لهم مفاد، وأسروا من رجوا منه أن يفتدى بمال، أو يكون من السلطان على بال.

وأقاموا بعكا نحو أربعين يوماً، والملك الناصر على حصارهم، ثم خرجوا منها متوجهين إلى عسقلان، فسار في عراضهم، ليمنعهم أن يخرجوا من ساحل البحر، فساروا من عكا إلى يافا، وهي مسيرة يوم واحد، في شهر كامل، لمضايقة السلطان لهم، وجرى بينهم وبين المسلمين مناضلة ومطاردة، فلما أشفق السلطان من أخذهم عسقلان سبق إليها فهدمها، وأخرج أهله منها، في شهر رمضان من سنة سبع. فأقام الفرنج بيافا، وانتقل السلطان إلى الرملة، وشرع الفرنج في بناء يافا وتحصينها، ثم ساروا عنها، فنزلوا بعسقلان، وشرعوا في عمارتها. ثم ساروا إلى الداروم، فحصروها ثلاث مرات، أخذوها في المرة الثالثة بالأمان.

وعاد السلطان، في ثالث ذي الحجة، بالعساكر، إلى البيت المقدس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015