ثم إن الرسل ساروا عن غير زبدة، وتوجه الملك العادل من حلب في ذي الحجة، وعيد عند أخيه بدمشق، ثم عاد إلى حلب.

غزو الكرك ونابلس وسبسطية وجنين

واهتم السلطان الملك الناصر، في سنة ثمانين وخمسمائة، لغزاة الكرك، فوصل إليه نور الدين بن قرا أرسلان، واجتاز بحلب، فأكرمه الملك العادل، وأطلعه إلى قلعتها في صفر، ثم رحل معه إلى دمشق، فخرج السلطان، والتقاه على عبر الجسر، بالبقاع. ثم تقدم إلى دمشق ولحقاتا وتأهب للغزاة، وخرج إلى الكرك، واستحضر العساكر المصرية، فوصل تقي الدين ابن أخيه، ومعه بيت الملك العادل، وخزائنه، فسيرهم إلى حلب. ونازل الكرك، وأحدقت العساكر بها، وهجموا الربض، وبينه وبين القلعة خندق وهما جميعاً على سطح جبل، وسدوا أكثر الخندق، وقاربوا فتح الحصن، وكانت للبرنس أرناط فكاتب من فيها الفرنج، فوصلوا في جموعهم إلى موضع يعرف ب " الواله "، فسير الملك الناصر الأثقال، ورحل بعد أن هدم الحصن بالمنجنيقات.

ورحل عنها في جمادى الآخرة، وأمر بعض العسكر فدخلوا إلى بلاد الفرنج، فهجموا نابلس، ونهبوها، وخربوها، واستنقذوا منها أسرى من المسلمين، وفعلوا في سبسطية وجينين مثل ذلك، وعادوا ودخلوا دمشق مع السلطان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015