بطائل، فرحل عنها إلى سنجار، فأنفذ مجاهد الدين إليها عسكراً، فمنعه الملك الناصر من الوصول. وحاصر سنجار، فسلمها إليه أمير من الأكراد الزرزارية، وكان في برج من أبراجها فسلم إليه تلك الناحية وصارت الباشورة معه فضعفت نفس واليها أمير أميران أخي عز الدين، فسلمها بالأمان، في ثاني شهر رمضان من السنة، وقرر الملك الناصر أمورها، وعاد إلى حران.
ولما قصد الملك الناصر البلاد الشرقية، رأى عماد الدين أن يخرب المعاقل المطيفة ببلد حلب، فشن الغارات على شاطىء الفرات، وهدم حصن بالس، وحصر قليعة ناعر ففتحها، ثم هدمها بعد ذلك، وأغار على قرى الشط، فأخربها واستاق مواشيها، وأحرق جسر قلعة جعبر.
ثم وصل إلى منبج وقاتلها، وأغار على بلدها، ووصلت الغارة إلى قلعة نجم، وعبر الفرات، فأغار على سروج.
ثم عاد إلى حلب، ثم خرج وهدم حصن الكرزين وخرب حصن بزاعا وقلعة عزاز، في جمادى الآخرة، وخرب حصن كفرلاثا بعد أخذه من صاحبه بكمش، وكان قد استأمن إلى الملك الناصر، وضاق الحال عليه، فشرع في قطع جامكية أجناد من القلعة، وقتر على نفسه في النفقات. وأما الملك الناصر، فرحل من حران فنرل بحرزم تحت قلعة ماردين. فلم ير فيها طمعاً، فسار إلى آمد، في ذي الحجة. وكان قد وعد