اتفقت على حفظ الدولة والذب عنها، فلم يحفل بذلك.
وسار إلى حماة فخرج إليه شمس الخواص بعد أن توثق منه بالأيمان. ورحل إلى دمشق، وسار إليها، فنزل على دمشق في عسكر عظيم، وزحف عليها مراراً متعددة، فلم يظفر فيها بطائل، واشتد الغلاء في العسكر، وعدموا القوت، وقفز جماعة من العسكر إلى دمشق، ووقعت المراسلة في حديث الصلح. وكان قد وصل مع أتابك بعض أولاد السلطان فطلب أن يخرج شهاب الدين محمود لوطء بساط ولد السلطان، فلم يفعل.
واتفق الأمر على خروج أخيه تاج الملوك بهرام شاه، واتفق عند ذلك وصول بشر بن كريم بن بشر رسولاً من المسترشد إلى زنكي بخلع هيئت له، وتقدم إليه بالرحيل عن دمشق والوصول إلى العراق، ليوليه أمره وتدبيره، وأن يخطب للسلطان ألب أرسلان داود بن محمود المقيم بالموصل وكان قد وصل هارباً من بين يدي عمه السلطان مسعود فأكرمه أتابك.
فدخل الرسول وبهاء الدين بن الشهرزوري إلى دمشق، وقررا هذه القاعدة وأخمدا الفتنة، وأكدا الأيمان، وخطب يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الأولى بجامع دمشق بحضورهما، على القاعدة التي وصل فيها الرسول.
وعاد أتابك من دمشق، فلما وصل حماه قبض على شمس الخواص صاحبها، وأنكر عليه أمراً ظهر منه، وشكا أهلها من نوابه فتسلمها منه، وأطلقه فهرب، ورد حماة إلى صلاح الدين ورحل من حماة.
وسار إلى بلد حلب، فنزل على الأثارب، ففتحها أول رجب، ثم فتح زردنا، ثم تل أغدي، ثم فتح معرة النعمان، ومن على أهلها بأملاكهم، ثم فتح كفر طاب ونزل على شيزر فخرج إليه أبو المغيث بن منقذ نائباً عن أبيه، ثم نزل بارين وأظهر