صاحب دمشق، يلتمس منه المساعدة، فأجابه إلى ذلك وتحالفا على الصفاء. وكتب تاج الملوك إلى ولده بهاء الدين سونج بحماة، يأمره بالخروج بعسكره، وجهز إليه من دمشق خمسمائة فارس، وجماعة من الأمراء مقدمهم شمس الخواص، فخرجوا حتى وصلوا إلى مخيم أتابك على حلب، فأكرمهم وتلقاهم، وأقاموا عنده ثلاثاً. ثم أظهروا الغارة على عزاز، وركبوا وعطفوا على سونج، وغدر به وبأصحابه، ونهب خيامهم وأثقالهم وكراعهم، وهرب بعضهم، وقبض على سونج والباقين، وحملهم إلى حلب، واعتقلهم فيها.
وسار من يومه إلى حماة فأخذها يوم السبت ثامن شوال، وأقام بها أياماً، وطلبها خير خان بن قراجا صاحب حمص، وبذل عليها مالاً، فسلمها إليه بكرة الجمعة رابع عشر شوال، وضربت بوفاته عليها، وخطب له الخطيب على المنبر. فلما كان وقت العصر من ذلك اليوم قبض عليه ونهب خيامه وجميع ما فيها. وسار فنزل حمص، فقاتلها أربعين يوماً لم يظفر فيها بطائل غير الربض، وكان يربط خير خان على غراير التبن، ويعاقبه ويعذبه أنواع العذاب، وانتقم الله منه ببعض ظلمه في الدنيا، وهو كان يحرض أتابك على الغدر بسونج، فكافأه الله.
وهجم الشتاء فعاد أتابك إلى حلب في ذي الحجة.
وملكت أنطاكية زوجة البيمند بنت بغدوين، وحالفت جماعة من الفرنج على