ونزل عسكر حلب بحاضر قنسرين فاتفق الأمر على أن يجتمعوا على نهر قويق ويتحدثوا، فاجتمعوا وتحدثوا، والنهر بينهم، فلم يتفق الصلح، فقال يغي سيان لسكمان: " هؤلاء الملوك يقتتلون على ملكهم، أنت يا بياع اللبن دخولك معهم لأي صفة قال: غداً تبصر ايش أنا.

فأصبحوا والتقوا يوم الاثنين خامس شهر ربيع الآخر من سنة تسعين وأربعمائة فأبلى سكمان بلاء حسناً.

ولم تزل الحرب بينهم إلى آخر النهار، فانهزم يغى سيان إلى أنطاكية، ودقاق وطغتكين إلى دمشق، وأسر في الحرب اصباوه، فاعتقل بحلب ثم أطلق، فهرب إلى دمشق ولم يقتل من العسكر إلا القليل.

وقتل الفلاحون في الطريق وقت الهزيمة من الأرمن الذين كانوا مع يغي سيان جماعة كثيرة، وتغيرت نية الملك رضوان على جناح الدولة حسين

فهرب من حلب إلى حمص، وخرج من حلب ليلاً ومعه زوجته أم الملك رضوان، وأقام بحمص لأنها كانت في يده وحصنها.

ووصل يغي سيان إلى حلب عقيب ذلك، وخدم رضوان، ودبر أمره، وتزوج رضوان ابنة يغي سيان خاتون جنجك.

الخطبة للفاطميين

وعول رضوان على قصد جناح الدولة بحمص، وقصد دقاق بدمشق، ووصله رسول آلاف الأفضل من مصر يدعوه إلى طاعة المستعلي وإقامة الدعوة له، وعلى يده هدية سنية من مصر، ووعده بأن يمده بالعساكر والأموال.

فتقدم بالدعوة للمصريين على سائر منابر الشام التي في يده، ودعا الخطيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015