وسيروه إلى بزاعا ومتبج، فتسلموها من أصحابه، وقبضوا على اقطاع أخيه وأصحابهما، وهربوا من حلب وكان الملك قد توهم منه الارتداد عن الاسلام.
ثم أن رضوان وجناح الدولة خرجا في سنة تسع وثمانين إلى تل باشر، وشيح الدير، وفتحاها بالسيف من أصحاب يغي سيان، وأغارا على
أعمال أنطاكية، وعادا إلى حلب، وسارا في أول شهر رمضان منها إلى دمشق.
فسار يغي سيان متجداً لدقاق فضعفت نفس رضوان ولم يتمكن من العودة، فسار إلى بيت المقدس، فتبعه دقاق وطغتكين ويغي سيان وأقاموا متحابسين مدة.
وأشرف عسكر رضوان على التلف فانفصل عنه جناح الدولة، وهرب على طريق البرية إلى حلب، وتبعه الملك رضوان بعد مدة وحصلا بجميع العساكر بحلب. وعاد دقاق وطغتكين إلى دمشق ويغي سيان إلى أنطاكية وعاد سكمان بن أرتق من القدس على البرية حتى وصل حلب على البرية في المحرم من سنة تسعين وأربعمائة.
واجتمع بجناح الدولة واتفقا على قصد بلاد يغي سيان فخرج دقاق وطغتكين، فوصلا حماة وعاد العسكر في بلدها ووصلهما يغي سيان، وساروا إلى كفرطاب في الثاني من ربيع الأول، فقاتلوها، ونهبوها، وقرروا على أهلها مالاً.
وهرب أصحاب سكمان من المعرة فتسلمها يغي سيان وقرر عليها مالاً، وتنقل العسكر في الجزر وغيرها من أعمال حلب، فاستنجد رضوان
بسليمان بن إيلغازي صاحب سميساط فوصل بعسكر كثير إلى حلب.
وجمع رضوان من قدر عليه من الترك والعرب وأحداث حلب، ونزل عسكر دقاق بقنسرين