حلب بقلعة دوسر، وأقطعه معها الرقة وعدة ضياع وتوجه السلطان إلى أنطاكية فتسلمها من الحسن بن طاهر وزير سليمان بن قطلمش، ورتب بأنطاكية يغي سيان بن ألب في عسكر واستخدم حسن بن طاهر في ديوانها، وتم إلى السويدية، وصلى على البحر، وحمد الله على ما أنعم علمه مما تملكه من بحر المشرق إلى بحر المغرب.
وعاد إلى حلب، ورتب بها الأمير قسيم الدولة أق سنقر ومعه عسكر، واستخدم بها تاج الرؤساء ابن الحلال في جمع الأموال.
ووصل إليه الشريف حسن الحتيتي وهو بحلب يلتمس العودة إلى حلب، ويذكر خدمته وما جرى عليه، فتظلم منه أهل حلب فلم يأذن له السلطان فيما التمسه.
وكان هذا السلطان من أعظم الناس هيبة وأكثر الملوك عدلاً حتى أن أحداً لا يقول: إن أحداً من ذلك العالم العظيم من عسكره وحزره أربعمائة
آلف أخذ لأحد من الرعايا قسراً وظلماً ما يساوي درهماً واحداً، حتى أن البازيار الذي له اقتنص طائرين من الدجاج من الأثارب طعماً للبزاة في الطريق، فعلم بذلك فعظم عليه حين رآه وهدده حتى أعادها إلى صاحبها بعد عوده من أنطاكية.
وخرج هذا السلطان إلى ضياع معرة النعمان يتصيد، وبات بضيعة بينها وبين المعرة ثلاثة فراسخ، فابتاع منها أصحابه ما احتاجوه بأوفى ثمن، ووضع السلطان في هذه السنة المكوس من جميع بلاده، ولم يبق من يستخرج مكساً في مملكته.
وأقام السلطان بحلب إلى أن عيد بها عيد الفطر، وعاد منكفئاً إلى الجزيرة،