وقيل: إته لما مدحه ابن حيوس قال له أبو العز بن صدقة البغدادي وزير شرف الدولة: هذا رجل كبير السن ولم يبق من عمره إلا القليل، فأرى أن تعظم له الجائزة فيحصل على الذكر الجميل " فأقطعه الموصل جائزة له.

فمات في هذه السنة قبل أن يصل إليها وترك مالاً جزيلاً فقيل لشرف الدولة: هذا لا وارث له إلا بيت المال " فقال: والله لا يدخل خزانتي مال قد جمعه من صلات الملوك انظروا له قرابة. فسألوا عن ذلك فوجدوا له من ذوي الأرحام بنت أخ فأعطاها ماله جميعه وهي بنت أخيه أبي المكارم محمد بن سلطان ابن حيوس.

ولما سفر ابن منقذ في تسليم حلب وتسلمها شرف الدولة وعد ابن منقذ وعوداً جميلة، ومناه أماني حسنة وأكرمه غاية الإكرام.

ونقل شرف الدولة إلى الشام من الغلال ما ملأ الأهراء، وعاد بالرفق على الناس، وكذلك نقل إليها من سائر الحبوب ومن البقر والغنم والمعز والدجاج شيء كثير.

وعاش الناس في أيامه ورخصت الأسعار بحسن تدبيره وتسلم حصن عزاز من واليها عيسى وتسلم حصن الأثارب بعد حصار وحرب، وكذلك الحصون التي كانت في أيدي أصحاب تاج الدولة من أعمال حلب التي افتتحها.

وصفت له جميع أعمال حلب، وقال لسديد الملك: " امض في دعة الله فأنا سائر إلى بلادي ويجب أن تصلح حالك فأنا أصل وأبلغتك كل ما توثره ورجع إلى بلاده، وجعل أخاه علي بن قريش بحلب مع قطعة من عسكره بحلب.

وكاتب السلطان أبا الفتح ملك شاه يعلمه بما جرى، ويسأله في تقرير شيء يحمله من الشام فأجيب إلى ذلك.

ووصل أبو العز بن صدقة البغدادي وزير شرف الدولة إلى حلب لجمع أموالها في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، وعدل عما كان ابتدأ به من العدل والإحسان، وصادر جماعة، وضاعف الخراج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015