وما بيننا هذا التفاوت كله ... ولكن سعيد لا يقاس بمنحوس
فقال محمود: " والله لو قال بمثل الذي أعطيته لأعطيتهم مثله " ثم أمر لهم بالجائزة مائة دينار أو أكثر.
وقصد الروم ناحية عزاز في جموعهم، فخرج محمود إليهم في عدة قليلة تناهز ألف فارس، فاندفع الروم بين أيديهم، وقصدوا أنطاكية واحتموا بها في سنة أربع وستين وافتتح محمود قلعة السن في تاسع شهر ربيع الآخر سنة ست وستين.
ومرض محمود بن نصر بن صالح بحلب في جمادى الأولى من سنة سبع وستين وأربعمائة وحدثت به قروح في المعا كانت سبب منيته.
وكان محمود في أول ملكه حسن الأخلاق، لين الجانب، كريم النفس، عفيفاً عن الفروج والأموال، ثم تنكر وزاد عليه حب الذنيا، وجمع المال فلحقه من البخل ما لا يوصف.