وجوارح جعل الله المليكة تحرسها، فَلَا تغتاله الْحَوَادِث وَلَا تفترسها، والفطن تشعر بالشَّيْء وَإِن جهلت أَسبَابه، والصوفي يسمع من الْكَوْن جَوَابه، فبادرت أهنيه تهنئة من يرى تِلْكَ الْجَوَارِح الْكَرِيمَة أعز عَلَيْهِ من جوارحه، وَيُرْسل طير الشُّكْر لله فِي مساقط اللطف الْخَفي ومسارحه، وَسَأَلته سُبْحَانَهُ أَن يجعلك عَن النوائب [حجرا] لَا يقرب، وربعك ربعا لَا يخرب، مَا سبحت الْحُوت ودبت الْعَقْرَب. ثمَّ إِنِّي شفعت الثَّنَاء ووترته، وأظهرت السرُور فَمَا سترته، بِمَا سنا الله لتدبيرك من مسالمة تكذب الإرجاف، وتغنى عَن الإيجاف، وتخصب الآمال الْعِجَاف، وتريح من كيد، وتفرع إِلَى محاولة عَمْرو وَزيد. وَكَأن بسعدك قد سدل الْأمان، وَعدل للزمان، واصلح الْفَاسِد، ونفق الكاسد، وقرع الروع المستأسد، وسر الحبيب، وساء الْحَاسِد.

وَمن ذَلِك فِي مُخَاطبَة عَامر بن مُحَمَّد

(تَقول فِي الأظعان والشوق فِي الحشى ... لَهُ الحكم يمْضِي بَين ناه وآمر)

(إِذا جبل التَّوْحِيد أصبح قارعا ... فخيم قرير الْعين فِي دَار عَامر)

(وزر تربة المرحوم إِن مزارها ... هُوَ الْحَج يقْضِي نَحوه كل ضامر)

(ستلقى بمثوى عَامر بن مُحَمَّد ... ثغور الْأَمَانِي من ثنايا البشائر)

(فَللَّه مَا تبلوه من سعد وجهة ... وَللَّه مَا تَلقاهُ من يمن طَائِر)

(وتستعمل الْأَمْثَال فِي الدَّهْر مِنْكُمَا ... بِخَير مزور أَو بأغبط زائر)

لم يكن همي أبقاك الله، مَعَ فرَاغ البال، وإسعاف الآمال، ومساعدة الْأَيَّام والليال، إِذْ الشمل جَمِيع، والزمن كُله ربيع، والدهر مُطِيع سميع، إِلَّا زيارتك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015