وخاطبته لما بَلغنِي مَا كَانَ من صنع الله لَهُ، وعودته إِلَى سُلْطَانه

(هَنِيئًا مَا خولت من رفْعَة الشان ... وَإِن كره الْبَاغِي وَإِن رغم الشاني)

(وَإِن خصك الله جلّ جَلَاله ... بمعجزة منسوبة لِسُلَيْمَان)

(أغار على كرسيه بعض جنه ... فَأَلْقَت لَهُ الدُّنْيَا مقادة إذعان)

(فَلَمَّا رَآهَا فتْنَة خر سَاجِدا ... وَقَالَ إلهي اُمْنُنْ عَليّ بغفران)

(وهب لي ملكا بعْدهَا لَيْسَ يَنْبَغِي ... تقلده بعدِي لإنس وَلَا جَان)

(فَأَتَاهُ لما أَن أجَاب دعاءه ... من الْعِزّ مَا لم يُؤْت يَوْمًا لإِنْسَان)

(وَإِن كَانَ هَذَا الْأَمر فِي الدَّهْر مُفردا ... فَأَتَت لَهُ لما اقتديت بِهِ الثان)

(فقابل صَنِيع الله بالشكر واستعن ... بِهِ واجز إِحْسَان الْإِلَه بِإِحْسَان)

(وَحقّ الَّذِي سماك باسم مُحَمَّد ... لَو أَن الصِّبَا قد عَاد مِنْهُ بريعان)

(لما بلغ النعمى على سروره ... ألية واف لَا ألية خوان)

(إِذا كنت فِي عز وَملك وغبطة ... فقد نلْت أوطاري وراجعت أوطان)

مولَايَ الَّذِي شَأْنه عجب، وَالْإِيمَان بِهِ بعناية الله قد وَجب، وعزه أظهره فِي برداء الْعِزَّة احتجب، إِذا كَانَت الغابة لَا تدْرك، فَأولى أَن تسلم وتترك، ومنة الله عَلَيْك لَيْسَ مِمَّا تشرح، قد عقل الْعقل فَمَا يبرح، وَقيد اللِّسَان فِيمَا يرتقب فِي مجَال الْعبارَة وَلَا يسرح. اللَّهُمَّ ألهمنا على هَذِه النِّعْمَة شكرا ترضاه، وإمداد من لَدُنْك تتقاضاه، بِاللَّه بِاللَّه. سعود أنارت بعد أفول شهابها، وحياة كرت بعد ذهابها، وأحباب اجْتمعت بعد فراقها، وأوطان دنت بعد دنت بعد شامها [من عراقها] وأعداء أذهب الله رسم نعيمهم ومحاه، وبغاة أدَار عَلَيْهِم الدَّهْر رحاه، وَعباد من من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015