الْهدى هدى الله. فعلى من يقف عَلَيْهِ، أَن يعرف هَذَا الإجلال، صائنا منصبه عَن الْإِخْلَال، مبادرا أمره الْوَاجِب بالامتثال بحول الله. وَكتب فِي الثَّالِث من شهر الله الْمحرم، فاتح عَام أَرْبَعَة وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.

وأمليت أَيْضا ظهيرا للمذكور بخطابه الْجَامِع الْأَعْظَم من غرناطة

هَذَا ظهير كريم أَعلَى رُتْبَة الاحتفا اخْتِيَارا واختبارا، وَأظْهر مَعَاني الْكَرَامَة والتخصيص انتقاء واصطفاء وإيثارا، وَرفع لِوَاء الْجَلالَة على من اشْتَمَل عَلَيْهِ حَقِيقَة واعتبارا، ورقى فِي دَرَجَات من طاولتها علا بهر أنوارا، ودينا كرم فِي الصَّالِحَات آثارا، وزكا فِي الْأَصَالَة بخارا وخلوصا، إِلَى هَذَا الْمقَام الْعلي السعيد، راق إِظْهَارًا وإضمارا، أَمر بِهِ فلَان لقَاضِي الْجَمَاعَة الكذا أبي الْحسن ابْن الشَّيْخ الْوَزير الكذا أبي مُحَمَّد بن الْحسن، وصل الله عزته، ووالى رفعته، ووهبه من صلَة الْعِنَايَة الربانية أمله وبغيته. لما أصبح فِي صُدُور الْقُضَاة الْعلمَاء، مشارا إِلَى جَلَاله، مُسْتَندا إِلَى معارفه، الْمَخْصُوصَة بِكَمَالِهِ، مطمورا على الإفادة العلمية والأدبية، بمحاسنه البديعة وخصاله، محفوفا مقْعد الحكم النَّبَوِيّ، ببركة عَدَالَته، وَفضل خلاله، وَحل فِي هَذِه الحضرة الْعلية الْمحل الَّذِي لَا يرقاه إِلَّا عين الْأَعْيَان، وَلَا يتبوأ مهاده إِلَّا مثله من أَبنَاء الْمجد الثَّابِتَة الْأَركان، ومؤملي الْعلم الْوَاضِح الْبُرْهَان، والمبرزين بالمآثر الْعلية فِي الْحسن وَالْإِحْسَان، وتصدر لقَضَاء الْجَمَاعَة، فصدرت عَنهُ الْأَحْكَام الراجحة الْمِيزَان، والأنظار الْحَسَنَة الْأَثر والعيان، والمقاصد الَّتِي وفت بالغاية الَّتِي لَا تستطاع فِي هَذَا الميدان. فكم من قَضِيَّة جلى بمعارفه مشكلها، ونازلة مُبْهمَة فتح بإدراكه مقفلها، وحيلة مهمة عرف نكرتها وَقرر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015