أَو قَاض فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة ووزير، أَو جَامع بَينهمَا جمع سَلامَة لَا جمع تكسير. تعدد ذَلِك واطرد، وَوجد مشرع الْمجد عذبا فورد، وَقصرت النظراء عَن مداه فَانْفَرد، وَفرق الْفَرِيق فِي يَد الشَّرْع فاشبه السَّيْف الْفَرد، وَجَاء فِي أَعْقَابهم محييا لما درس، بِمَا حقق ودرس، جانيا لما بذر السّلف الْمُبَارك واغترس، طَاهِر النشأة وقورها، مَحْمُود السجية مشكورها، متحليا بِالسَّكِينَةِ، حَالا من النزاهة بالمكانة المكينة، ساحبا أذيال الصون، بَعيدا عَن الاتصاف بِالْفَسَادِ من لدن الْكَوْن. فخطبته الخطط الْعلية، واغتبطت بِهِ المجادة الأولية، واستعملته دولته الَّتِي ترتاد أهل الْفَضَائِل للرتبة وتستظهر على المناصب بأبناء التقى والحسب وَالْفضل وَالْمجد وَالْأَدب، مِمَّن يجمع بَين الطارف والتالد، وَالْإِرْث والمكتسب، فَكَانَ معدودا من عدُول قضاتها، وصدور نبهائها، وأعيان وزرائها، وَأولى آرئها. فَلَمَّا زَان الله خِلَافَته بالتمحيص، المتجلي عَن التَّخْصِيص، وخلص ملكه الْأَصِيل كالذهب الأبزيز من بعد التخليص، كَانَ مِمَّن صحب ركابه، الطَّالِب للحق بِسَيْفِهِ الْحق، وسلك فِي مظاهرته أوضح الطّرق، وجادل من حاده بأمضى من الْحداد الذلق، واشتهر خبر وفائه فِي الغرب والشرق، وَصلى بِهِ صَلَاة الْحَضَر وَالسّفر، والأمن والحذر، وخطب فِي الْأَمَاكِن الَّتِي بعد [بِذكر الله] عهدها، وخاطب عَنهُ أيده الله المخاطبات الَّتِي حمد قَصدهَا، حَتَّى اسْتَقل ملكه فَوق سَرِيره، وانتهج مِنْهُ الْإِسْلَام بأميره، وَابْن أميره، وَنزل السّتْر على [الْعباد والبلاد] ببركة إيالته، ويمن تَدْبيره. وَكَانَ الجليس الغرب الْمحل، والحظى المشاور فِي العقد والحل، وَالرَّسُول المؤتمن على الْأَسْرَار، والأمين على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015