أما بعد حمد الله الَّذِي إِذا رَضِي عَن قوم، جعل لَهُم التَّقْوَى لباسا، والذكرى لبِنَاء المتاب أساسا، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، الَّذِي هدَانَا إِلَى الْفَوْز الْعَظِيم ابْتِغَاء الرَّحْمَة والتماسا. وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه الَّذين اخْتَارَهُمْ لَهُ نَاسا، وجعلهم مصابيح من بعده اقْتِدَاء واقتباسا، فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله إعزازكم وحرس أحوازكم، وَجعل الْعَمَل الصَّالح اهتزازكم، وبقبول النصائح امتيازكم.

من مستقرنا بذروتكم الْحَمْرَاء حماها الله، وَلَا متعرف بِفضل الله سُبْحَانَهُ إِلَّا هِدَايَة تظهر على الْأَقْوَال والأعمال، وعناية تخف عَن الْيَمين وَالشمَال، وتوكل على الله سُبْحَانَهُ، يتكفل لنا وَلكم ببلوغ الآمال، وَأَنْتُم أولياؤنا الَّذين لَا ندخر عَنْهُم نصحا، وَلَا يهمل فِي تدبيرهم مَا يُثمر نجحا، وبحسب هَذَا الِاعْتِقَاد، لَا نغفل عَن نصيحة ترشدكم إِذا غفلتم، وموعظة نَقصهَا عَلَيْكُم إِذا اجْتَمَعْتُمْ فِي بيُوت الله واحتفلتم، ودرعتكم، تَارَة بسلم نعقدها، ومحاولة نسردها، وَتارَة بسيوف فِي سَبِيل الله نجردها، وغمار للشَّهَادَة نردها، ونفوس بوعد الله نعدها، وَنرْضى بالسهر لتنام أجفانكم، وبالكد لتترع صبيتكم وولدانكم، وباقتحام المخاوف ليتحصل أمانكم. وَلَو استطعنا أَن نجْعَل عَلَيْكُم واقية كواقية الْوَلِيد لجعلنا، أَو أمكننا أَن لَا نفضلكم رعية بصلاح دين أَو دنيا إِلَّا فعلنَا، هَذَا [شغل وقتنا مُنْذُ عَرفْنَاهُ، ومرمى هَمنَا مهما استرفعناه] وَقد استرعانا الله جماعتكم وملأنا طاعتكم، وَحرم علينا [إضاعتكم] 0000 والراعي إِذا لم يقْصد بسائمته المراعى الطّيبَة، وينتجع مساقط الغمايم الصيبة، ويوردها المَاء النمير، ويبتغي بهَا النما والتثمير، وَيصْلح خللها، ويداوي عللها، قل عَددهَا، وجدبت غَلَّتهَا وَوَلدهَا، فندم على مَا ضيعه فِي أمسه، وجنى عَلَيْهَا وعَلى نَفسه، وألفيناكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015