وعناياتكم فِي كل يَوْم متجددة، فَكلما توقع فِي أَسبَاب هدنتها مرض، عرض مِنْكُم على الأسى الطَّبِيب، أَو حذر من عدوها مَكْرُوه، صرفت الْوُجُوه مِنْكُم إِلَى الْوَلِيّ الحبيب، فوجوه لحظكم سافرة على حَال المغيب، وَهِي وَإِن كَانَت بعيدَة مِنْكُم، توجبون لَهَا بدينكم حق الْغَرِيب، وَإِن هَذَا الصُّلْح الَّذِي تسنى فِي أيامكم وانقاد [إِلَيْهِ الْعَدو بِسَبَب] اعتزامكم، واتصال الْيَد بمقامكم [تكاثرت فِيهِ بَين الْفَرِيقَيْنِ] شكايات وَهِي إِذا [تكاثرت فِي النُّفُوس] نكايات، وَإِن تغوفل فِي حسم عللها، وَإِصْلَاح خللها، والتنزل فِيهَا الْإِنْصَاف، وَرفع النزاع فِي سَببهَا وَالِاخْتِلَاف، أدَّت لانطلاق الْأَيْدِي، ومجازات التَّعَدِّي بِالتَّعَدِّي حَتَّى تتقلص ظلال الْهُدْنَة والمساهمة. وينتقل الحكم من الْكَلَام إِلَى المكالمة، وَالْحَاجة إِلَى الْهُدْنَة، لَا خَفَاء بهَا عَن مقامكم الرفيع الْعِمَاد، إِذْ فِي اقتضا مَا عين لَهَا الْآن من الآماد، جبر الاعداد، وَإِمْكَان الاستعداد بخلال مَا يَسْتَوْفِي إِن شَاءَ الله، على الْمهل أغراض الْجِهَاد، وَأَن رَسُول قشتاله، ردد إِلَيْنَا الْإِرْسَال بِطَلَب خلاص ناسه مَا بِهِ إِلَيْهِ ستظهروا، وَقد حشدوا كثيرا من الشكايات، وحضروا بَين يدينا، فَألْقوا مَا يخْتَص بإيالتنا، مَنْسُوبا إِلَى الْمَوَاضِع والبلاد [وَمَا يخْتَص بِمَا رَجَعَ] لإيالتكم الرفعية الْعِمَاد، وطلبوا [بالإنصاف مِمَّا تثبت] دَعْوَاهُ وخلاص كل شَاك من شكواه، فَبَلغنَا [الْجهد] فِيمَا يرجع إِلَيْنَا فِي دفع الْحجَّة الَّتِي فِيهَا مدفع، والإتيان بِمَا فِيهِ مقنع، وَغرم مَا لزمنا، واتجه علينا حكمه بِحَسب التسديد الَّذِي تتمشى بِهِ الْأَحْوَال، ويحمد فِيهِ بِفضل الله الْمَآل، وقيدوا