سيركم مَا طبق الْآفَاق، وَصَحب الرفاق، واستلزم الإصفاق. وَهَذِه الْبِلَاد مباركة، مَا أسلف أحد فِيهَا مُشَاركَة إِلَّا وجدهَا فِي نَفسه وَدينه وَمَاله، وَالله أكْرم من وفى الْأَمر بمكياله. وَالله جلّ جَلَاله يجمع الْقُلُوب على طَاعَته، وينفع بوسيلة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الَّذِي نعول على شَفَاعَته، وَيبقى تِلْكَ الْأَبْوَاب ملْجأ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمين، وظلا لله على الْعَالمين، وَإِقَامَة لشعائر الْحرم الْأمين، ويتولى إعانتكم على وظائف الدّين، ويجعلكم مِمَّن أنعم عَلَيْهِ من الْمُجَاهدين. وَالسَّلَام الْكَرِيم يخصكم، وَرَحْمَة الله وبكراته.

وَمن ذَلِك

من الْأَمِير فلَان، إِلَى الشَّيْخ الكذا ابْن الشَّيْخ الكذا، وصل الله لَهُ سَعَادَة تجذبه، وعناية إِلَيْهِ تقربه، وقبولا يَدعُوهُ إِلَى خير مَا عِنْد الله ويندبه. سَلام كريم عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

أما بعد حمد الله المرشد المثيب، السَّمِيع الْمُجيب، معود اللطف الْخَفي، والصنع العجيب، المتكفل بإنجاز وعد النَّصْر الْعَزِيز، وَالْفَتْح الْقَرِيب، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، ذِي الْقدر الرفيع، والعز المنيع، والجناب الرحيب، الَّذِي بِهِ نرجو ظُهُور عباد الله على عَبدة الصَّلِيب، ونستظهر بِهِ على الْعَدو بالحبيب، ونعده [فِي الشدائد] عدتنا لليوم العصيب. وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه، الَّذين فازوا من مشاهدته بأوفى نصيب، ورموا إِلَى هدف مرضاته بِالسَّهْمِ الْمُصِيب. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم عملا صَالحا، يخْتم الْجِهَاد صَحَائِف بره، ويتمخض لِأَن تكون كلمة الله هِيَ الْعليا جَوَامِع أمره، وجعلكم مِمَّن تهنا فِي الأَرْض الَّتِي فتح فِيهَا أَبْوَاب الْجنَّة حِصَّة عمره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015