الميدان، وَالدُّعَاء لإمارتكم السعيدة بالعز الرَّائِق الْخَبَر والعيان، والتوفيق الوثيق الْبُنيان. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم كتب الله لكم حظا من فَضله وافرا، وصنعا من محيا السرُور سافرا، [وَفِي جو الْإِعْلَام بِالنعَم الجسام مُسَافِرًا] . من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، دَار ملك الأندلس، دَافع الله عَن حوزتها كيد العداة، وأتحف نصلها ببواكر النَّصْر المهداة، وَلَا زَائِد [بِفضل الله] إِلَّا تشوق إِلَى التعارف بتلكلم الْأَبْوَاب الشَّرِيفَة الَّتِي أَنْتُم عنوان كتابها المرقوم، وَبَيت قصيدها المنظوم، والتماس بركاتها الثَّابِتَة الرسوم. وَتَقْرِير المثول فِي سَبِيل زيارتها بالأرواح، عِنْد تعذرها بالجسوم. وَإِلَى هَذَا فاننا كَانَت بَين سلفنا، تقبل الله جهادهم، وَقدس نُفُوسهم، وَأمن معادهم، وَبَين تِلْكَ الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة، أبقى الله على الْمُسلمين وَالْإِسْلَام ظلالها، كَمَا عرفهم عدلها وأفضالها، مراسلة ينم عرف الخلوص من خلالها، وتسطع أنوار السَّعَادَة من آفَاق كمالها، وتلتمح من أسطار طروسها، محَاسِن تِلْكَ الْمعَاهد الزاكية الْمشَاهد، وتعرب عَن فضل الْمذَاهب وكرم الْمَقَاصِد، اشتقنا إِلَى أَن نجددها، بِحسن منابكم، ونصلها بمواصلة جنابكم، ونغتنم فِي عودهَا الحميد مَكَانكُمْ، ونؤمل لَهَا زمامكم، فخاطبنا الْأَبْوَاب الشَّرِيفَة فِي هَذَا الْغَرَض بمخاطبة خجلة من التَّقْصِير، وَجلة من النَّاقِد والبصير، نؤمل الْوُصُول فِي خفارة يدكم الَّتِي لَهَا الأيادي الْبيض، والموارد الَّتِي لَا تغيض. ومثلكم لَا تخيب الْمَقَاصِد فِي شمائله، وَلَا تهمل المآمل فِي ظلّ خمائله، فقد اشْتهر من جميل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015