الكافل، ورضيع درها الحافل، الشقى الخاسر الخائن، الغادر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المستجير بِنَا من لوم غدره، الْخفية عَنَّا حيل مكره، الخمول قدره، إِذْ دَعَاهُ محتوم الْغدر [ليهلك] إِلَى أَن يهْلك وسولت لَهُ نَفسه الأمارة بالسوء أَن يملك أخانا الخاسر ثمَّ يملك. وَسُبْحَان الَّذِي يَقُول يَا نوح إِنَّه لَيْسَ من أهلك. وَكَيف تمّ لَهُ مَا أبرمه من تسور الأسوار، واقتحام الْبَوَار، وتملك الدَّار، والاستيلاء على قطب الْمدَار. وإننا كنفتنا عصمَة الله بمتحولنا الَّذِي كَانَ بِهِ ليلتئذ مَحل ثوائنا، وكفت الْقُدْرَة الإلهية أكف أَعْدَائِنَا، وخلصنا غلابا بِحَال انْفِرَاد إِلَّا من عنايته وَنعم الرفيق، وَصدق اللجأ إِلَى رَحمته الَّتِي ساحتها عَن مثلنَا لَا تضيق، مهمى تنكر الزَّمَان وتفرق الْفَرِيق، وشرذمة الْغدر تَأْخُذ علينا كل فج عميق، حَتَّى أوينا من مَدِينَة وَادي آش إِلَى الْجَبَل العاصم من الْحَادِث القاصم، وَالْحجّة المرغمة أنف المخاصم، ثمَّ أجزنا الْبَحْر بعد معاناة خطوب، وتجهم من الدَّهْر وقطوب، وبلى الله هَذَا الوطن بِمن لَا يُرْجَى لله وقارا، وَلَا يألوا لشعائره المعظمة احتقارا، فأضرمه نَارا، وجلل [وُجُوه] وجوهه خزيا وعارا، ثمَّ انتهك الْبَاطِل حماه، وَغير اسْمه ومسماه، وبدد حاميته المتجبرة وشذبها، وسخم دواوينه الَّتِي محصها التَّرْتِيب والتجريب وهذبها. وَأهْلك نفوسها وأموالها، وأساء لَوْلَا تدارك الله أحوالها. وَلما تَأذن جلّ جَلَاله فِي إِقَالَة العثار، ودرك الثار، وأنشأت نواسم رِضَاهُ إدامة الاسْتِغْفَار، ورأينا أَن قلادة الْإِسْلَام قد أذن انتثارها وَالْملَّة الحنيفية كَادَت تذْهب آثارها، وَسَائِل الْخلاف يَتَعَدَّد مثارها، وَجعلت الملتان نحونا تُشِير، وَالْملك يأمل أَن يوافيه بقدومنا البشير، تحركنا حَرَكَة خَفِيفَة تشعر أَنَّهَا حَرَكَة لِلْفَتْحِ، ونهضنا نَبْتَدِر مَا كتب الله من الْمنح، وَقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015