وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، الَّذِي نلجأ إِلَى ظلّ شَفَاعَته فِي الْيَوْم العصيب، ونستظهر بجاهه على جِهَاد عَبدة الصَّلِيب، ونستكثر بمدد بركاته فِي هَذَا الثغر الْغَرِيب، ونصول مِنْهُ على الْعَدو بالحبيب. وَالرِّضَا عَن آله وَصَحبه، نُجُوم الْهِدَايَة من بعده، ولأمته من الأفول والمغيب. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم عزة مُتَّصِلَة، وعصمة بالأمان من نوب الزَّمَان متكفلة. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَلَا زَائِد بِفضل الله الَّذِي لطف وجبر، وَأظْهر فِي الْإِقَالَة وَحسن الإدالة العبر، وَجَعَلنَا مِمَّن كتب لَهُ العقبى لما صَبر، إِلَّا الْخَيْر الَّذِي كسا الألطاف الْجَبْر، والصنع الَّذِي صدق الْخَبَر وَالْخَبَر. وَالْحَمْد لله كثيرا كَمَا هُوَ أَهله، فَلَا فضل إِلَّا فَضله، ولمكانتكم عندنَا الْمحل الَّذِي قررت شهرة فَضلكُمْ قَوَاعِده، وأعلت مصاعده، وَأثبت التَّوَاتُر شواهده إِذْ لَا نزال نتحف [بسيركم الَّتِي هِيَ] فِي التَّدْبِير أثر يَقْتَضِي، وَعلم يسترشد إِذا الْعلم اختفى والسبيل عَفا، وَإِن تِلْكَ الدولة بكم استقام أودها، وَقَامَت وَالْحَمْد لله عمدها، وَإِنَّكُمْ رعيتم فِي الْبَنِينَ حُقُوق آبائها، وحفظتم عَلَيْهَا مِيرَاث عليائها، وَلَو لم تتصل بِنَا أنباؤكم الحميدة، وآراؤكم السديدة، بِمَا يُفِيد الْعلم بِفضل ذاتكم، ويقوى قوى الِاسْتِحْسَان بصفاتكم، لغبطنا بمخاطبتكم ومفاتحتكم مَا نجده من الْميل إِلَيْكُم طبعا وجبلة، من غير أَن نعتبر سَببا أَو عِلّة، فالتعارف بَين الْأَرْوَاح لَا يُنكر، والْحَدِيث الْكَرِيم يُؤَيّد مَا من ذَلِك ينْقل وَيذكر، وبحسب ذَلِك نطلعكم على غَرِيب مَا جرى بِهِ ملكنا الْقدر، وَحَيْثُ بلغ الْورْد، وَكَيف كَانَ الصَّدْر، وَرُبمَا اتَّصَلت بكم الْحَادِثَة الَّتِي أكفاها على دَار ملكنا من لم يعرف غير نعمتنا غاديا، وَلَا برح فِي جَوَانِب إحسانها رايحا وغاديا، يَتِيم حجرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015