وَلَا يُنكره، لما شقّ علينا طول مقَامه فِي حجركم، وَلَا ثواؤ لصق أريكة أَمركُم، فجواركم مَحل لاستعادة رسوم الْإِمَارَة، وَتعلم السياسة والإدارة حَتَّى يرد علينا يقدم كَتِيبَة جهادكم، ويقود إِلَيْنَا طَلِيعَة نصركم إيانا وإمدادكم. فَنحْن الْآن نشكر مقاصدكم الَّتِي اقْتضى الْكَمَال سياقها، وزين الْمجد آفاقها، وقدرها فأحكم طباقها، ونقرر لديكم أَن حظنا من ودادكم، ومحلنا من جميل اعتقادكم، حَظّ بَان رجحانه وفضله، وَلم يتأت بَين من سلف من السّلف مثله، من الصُّحْبَة فِي الْمنزل الخشن، وَهِي الْوَسِيلَة، وَفِي رعيها تظهر الْفَضِيلَة، والاشتراك فِي لَازم الْوُصُول إِلَى الْحق، وَضم أشتات الْخلق، والمودة الْوَاضِحَة الطّرق إِلَى مَا بَين السّلف من الود الآمن بدره من الكلف، المذخور إذمته للخلف، فَإِذا كَانَت الْمُعَامَلَات جَارِيَة على حَسبه، وشعبها رَاجِعَة إِلَى مذْهبه، جنى الْإِسْلَام ثَمَرَة حافلة، واستكفى الدّين إياله كافلة. فَالله عز وَجل يمهد الْبِلَاد بيمن تدبيركم، وَيجْرِي على مهيع السداد جَمِيع أُمُوركُم، ويجعلكم مِمَّن زين الْجِهَاد عواتق أَعماله، وَكَانَ رضَا الله أقْصَى آماله، حَتَّى تربى مآثركم على مآثر سلفكم، الَّذِي عرف هَذَا الوطن الجهادي أمدادهم، وشكر جهادهم، وَقبل الله فِيهِ أَمْوَالهم وَأَوْلَادهمْ، وَحسن من أَجله معادهم. وَقد حضر بَين يدينا رَسُولكُم الَّذِي وجهتم الْوَلَد أسعده الله إِلَى نظره، وتخيرتموه لصحبة سَفَره، فلَان. وَهُوَ من الْأَمَانَة وَالْفضل، والرجاحه وَالْعقل بِحَيْثُ طابق اختياركم، وَاسْتحق إيثاركم. فأطنب فِي تَقْدِير مَا لديكم من عناية بِهَذِهِ الأوطان، عينت الرفد، وَضربت الْوَعْد، وأخلصت فِي سَبِيل الله الْقَصْد، وَغير ذَلِك مِمَّا يُؤَكد الْمَوَدَّة المستقرة الْأَركان، على التَّقْوَى والرضوان. فأجبناه بأضعاف ذَلِك مِمَّا لدينا لديكم، وقابلنا بالثناء الْجَمِيل قَوْلكُم وعملكم، وَالله يصل سعدكم، ويحرس مجدكم، وَالسَّلَام الْكَرِيم يخصكم، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015