أما بعد حمد الله، وَاصل الْأَسْبَاب، ومسدى الْآرَاب، الَّذِي جعل الْمَوَدَّة فِيهِ كفيلة بالزلفى وَحسن المآب، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، ذِي الْمجد الصراح اللّبَاب، والعز الرفيع الجناب، رَسُول الرَّحْمَة المفتحة الْأَبْوَاب، وهادى الْخلق إِلَى مُسْتَقر الْكَرَامَة ومثابة الثَّوَاب، وَالرِّضَا عَمَّن لَهُ من الْآل والقرابة وَالْأَصْحَاب، الَّذين نصروه فِي حَيَاته بإعمال السمر اللدان وَالْبيض العضاب، وخلفوه فِي أمته، بِالْهدى الْمشرق الشهَاب. وَالدُّعَاء لمقام والدنا أبيكم بالسعد الضافي الأثواب، والنصر الحميد المآب، والصنع الَّذِي تروق سماته عِنْد تجليها لأبصار أولى الْأَلْبَاب. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم من السَّعَادَة أَسْنَى مَا كتبه لمثلكم من علية الْأُمَرَاء، ووفر حظكم من مقاسم السَّرَّاء، وأضفى عَلَيْكُم ملابس الاعتناء، وَحفظ من طوارق الْحدثَان، إمارتكم السامية الْبناء.

من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله، وَلَا زايد بِفضل الله، الَّذِي يؤمل بعد وُصُول التَّشَيُّع فِيكُم اتِّصَاله، وَالسير الَّذِي راقت بِفضل الله، ثمَّ ببركة إمارتكم، بكره وآصاله، وحبنا فِيكُم قد تمخض زلاله، ووقفت علينا أماني الدّين وآماله. وَإِلَى هَذَا، وصل الله أَسبَاب سعدكم، وَحفظ علينا، مَا نستعذبه من ودكم، فإننا لَو أمكنا، أَن تكون المراسلة والمخاطبة بَيْننَا وَبَيْنكُم، تَتَرَدَّد مَعَ الأنفاس، فضلا عَن السَّاعَات، لأنضينا ركاب الاستطاعات، واقتنينا من ذَلِك أنفس البضاعات. وَلَكِن الاعذار تتيح التَّأْخِير فِي الْعِبَادَات والطاعات، فضلا عَمَّا للمودة من المراعات. وكنتم عِنْدَمَا أَصَابَكُم التألم الَّذِي توفر فِيهِ الثَّوَاب، وضفت بعد الْعَافِيَة الأثواب، وَردت علينا الْإِشَارَة الْكَرِيمَة بتوجيه طَبِيب دَارنَا كي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015