من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله، وَلَا زايد بِفضل الله سُبْحَانَهُ، ثمَّ ببركة سيدنَا ومولانا مُحَمَّد رَسُوله، الَّذِي أوضح برهانه، إِلَّا ألطاف باهرة، وعناية من الله باطنة وظاهرة، وَبشَارَة بِالْقبُولِ وَارِدَة، وبالشكر صادرة، وَالله يصل لدينا نعمه، ويوالي فَضله وَكَرمه. وَإِلَى هَذَا، فإننا اتَّصل بِنَا فِي هَذِه الْأَيَّام، مَا كَانَ من عناية والدكم مَحل أَبينَا، أبقاه الله بِهَذِهِ الْبِلَاد، المستندة إِلَى تأميل مجده، وإقطاعها الْغَايَة الَّتِي لَا فَوْقهَا من حسن نظره، وَجَمِيل قَصده، وتعيينكم إِلَى الْمقَام بجبل الْفَتْح، إبلاغا فِي اجْتِهَاده الديني وجده، فَقُلْنَا هَذَا خبر إِن صدق مخبره، وَتحصل منتظره، فَهُوَ فَخر تَجَدَّدَتْ أثوابه [وإعشاء تفتحت أبوابه وَعمل بر عِنْد الله ثَوَابه] فَإِن الأندلس عصمها الله، وَإِن أنجدتها عدده وأمواله، ونجحت فينصرها، مقاصده الْكَرِيمَة وأعماله، لَا يذر موقع النّظر لَهَا من نَفسه، وَزِيَادَة يَوْمهَا فِي الْعِنَايَة على أمسه، حَتَّى يسمح لَهَا بولده، ويخصها بقرة عينه، وفلذة كبده، فَلَمَّا ورد الْخَبَر الَّذِي راقت مِنْهُ الْخَبَر، ووضحت من سعادته الْغرَر، بإجازتكم الْبَحْر، واختياركم [فِي حَال الشبيبة] الْفَخر، وَصدق مخيلة الدّين فِيكُم، واستقراركم فِي الثغر الشهير، الَّذِي افتتحه سيف جدكم واستنقذه سعد أبيكم، سررنا بِقرب الْمقَام ودنو الدَّار، وقابلنا صنع الله بالاستبشار، ووثقنا وَإِن لم نزل على ثِقَة، من عناية الله، وعناية مَحل والدنا بِهَذِهِ الأقطار، وحمدنا الله على هَذِه الآلاء المشرقة، وَالنعَم المغدقة، والصنايع المتألقة، بادرنا نهني أخوتكم أَولا بِمَا يسر الله تَعَالَى لكم من سَلامَة الْمجَاز، ثمَّ بِمَا منحكم من فضل الِاخْتِصَاص بِهَذَا الْفَرْض والامتياز، فإمارتكم الْإِمَارَة الَّتِي أخذت بِأَسْبَاب الْعلَا، وَركبت إِلَى الْجِهَاد فِي سَبِيل الله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015