عَلَيْهِ من الْحُصُون والأقوات وَالْبِقَاع، والمستخلصات والرباع، والحقوق على اخْتِلَاف الْأَنْوَاع، بِحكم الْهِبَة الَّتِي أوضح الشَّرْح سَبِيلهَا، وَأثبت دليلها، وحازها رَسُولكُم، أبقاه الله، حِيَازَة، لم تبْق شُبْهَة ملك، لغيركم فِيهَا، وَسلمهَا من أَمركُم الْعَزِيز، إِلَى من يكفلها ويكفيها، فيدكم عَلَيْهَا، لَا يرفعها غصب غَاصِب، وَلَا يدْفع حجتها لَغْو مكايد للحق مناصب، وَهِي مَا هِيَ من جباية، يفضل فِيهَا الدخل على الخرج، وبلد الزَّرْع والضرع، وَالظّهْر والسرج، وَمَعْقِل الإباية والمنعة، أعزها الله بعز طاعتكم، وهنأ أَهلهَا، نظمكم إِيَّاهَا فِي سلك جماعتكم، وَانْصَرف عَنْهَا إِلَى بَابَكُمْ، وَتَحْت خفارة جنابكم، بعد أَن أَقَامَ أَهلهَا مأتما للفراق وخدوا الخدود بدموع الْآفَاق، وحكموا الزَّفِير فِي الاطواق، وَلم يَقع الخطور على بَلَده، إِلَّا وبرز أَهلهَا يعج عجيجهم، ويعلو بكاؤهم ونشيجهم حسرة، لبيعة مكفورة، وَذمَّة مخفورة، وَعقد بِغَيْر الْحق محلولة، وَحُقُوق مَجْهُولَة. وَقد صرفت الْوُجُوه إِلَى الْبَاب الَّذِي يضم الشارد، ويعذب الْمَوَارِد، ويروى الْوَارِد، وَيُؤْنس الْغَرِيب، وَيضمن النَّصْر الْعَزِيز، وَالْفَتْح الْقَرِيب، وَالدُّنْيَا وَأَهْلهَا مَا علمْتُم، رهن نفاد وزيال. [والاعمار تطوى بَين أَيَّام تمر وليال] وَلَا يبْقى إِلَّا فَخر، يخلد فِي الأعقاب، ومنن تعقد فِي الرّقاب، وَأجر يحْسب يَوْم الْحساب. وَالْملك وَإِن تفاضل، يقوم بَين أَهله مقَام الانتساب، والنعرة المرينية بَاقِيَة، والهمم اليعقوبية عالية، وَالْحُرْمَة مُتَوَالِيَة، وَحُقُوق الدخيل فِي ذَلِك الْقَبِيل جَدِيدَة غير بالية. وهذ أَمر قدم الْعَهْد بِهِ، وَنَرْجُو أَن يكون الامتعاض لَهُ مناسبا، وَالْحق عاصبا، والنفوس الْكَرِيمَة لهضمه مشفقة، والمساعي غير خافية وَلَا مخفقة، وَإِذا وَقع الشّرف بلقائكم تستوفي المشافهة مَا قصر عَنهُ الْكتاب، وتوصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015