واخت قَوَاعِد الِاعْتِقَاد، ومذاهب ترفعت عَن قبُول الانتقاد، وحجج وَثِيقَة الْإِسْنَاد، وأبيات أمنت من الأنواء والسناد. وَإِلَى هَذَا وصل الله لكم أَسبَاب الإسعاد، وَكتب لكم محتوم الْعِنَايَة فِي المبدأ والمعاد. فإننا لما ورد رَسُولنَا الْقَرِيب عَهده بمثابتكم، مثابة الْعدْل وَالْإِحْسَان، وعنصر الشيم الْكَرِيمَة والأثر الحسان، منبئا عَمَّا كَانَ ألم بأخينا الْأَمِير الأسعد الاطهر أبي زيان، إِنْسَان عين عَالم الْإِنْسَان، ألبسهُ الله بطاعتكم المقترنة بِطَاعَتِهِ ملابس الرضْوَان، من الْأَلَم الَّذِي تفديه من مثله الصُّدُور بلباتها، والقلوب بحباتها، لَا بل البدور بآياتها، ثمَّ بِمَا من الله بِهِ من معافاة الْمجد بمعافاته، وإعادته من لِبَاس الصِّحَّة إِلَى أفضل عاداته، وَأَن الله أَسْبغ على الْإِسْلَام بسلامته لِبَاس الْمِنَّة، وزائر الْأَلَم رَاعى فِي التَّخْفِيف أَعمال السّنة، أنهى إِلَيْنَا الْإِشَارَة بتوجيه الطَّبِيب الإسلامى الذى صدقت إِلَى بابنا هجرته، وَبَانَتْ لدينا ولدى سلفنا أثرته، الْحَكِيم الْعَارِف إِبْرَاهِيم بن زرزار، وصل الله بتقواه سعادته، وسنى لَهُ من الْخَيْر بهَا إِرَادَته، فَكَانَ من الِاتِّفَاق أَن الفني الْمَذْكُور، وَقد أَصَابَته شكاية تردد بني لهواتها، وَكَاد يتردى فِي مهواتها، إِذْ عَالم الْكَوْن وَالْفساد، لَا بُد أَن تعترضه الْعِلَل، وأشراك الْقدر لَا تنجى مِنْهَا الْحِيَل. فَلَمَّا أبل أَو كَاد، وَغلب بِإِذن الله الْكَوْن وَالْفساد، وَجب صرفه لإِزَالَة الْعلَّة الَّتِي منعت، وارتفاع العوايق الَّتِي قطعت، وَإِن كَانَت الْعَافِيَة قد أغنت، وملابس الْعِصْمَة، وَالْحَمْد لله، قد أجنت. فَرَأَيْنَا أَن الْبر إِنَّمَا هُوَ فِي تَوْجِيهه وَبَعثه، وحاله تغنى عَن تَقْرِير الْعذر فِي لبثه. وأصحبناه إِلَى مَحل أخينا الْعَزِيز علينا، الْعَظِيم الْحق لدينا، على الإدلال الَّذِي يحمل فِيهِ كَمَاله، ويغضى عَنهُ جَلَاله، من يخْدم فِي مثل هَذَا الْغَرَض، الَّذِي توجه إِلَيْهِ، ويتصرف فِي مثل هَذِه الْأُمُور بَين يَدَيْهِ. وإغضاؤكم عَن التَّقْصِير مُعْتَاد، وفضلكم قد شهد بِهِ حى وجماد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015