من أَتبَاع مرضاته الصِّرَاط الْمُسْتَقيم، الَّذين ظاهروه فِي حَيَاته بالعزم الصميم، وخلفوه بعد وَفَاته فِي أمته بِالْهدى الْكَرِيم، وَالدُّعَاء لمقامكم الأسمى بالعز الخالد، والسعد الْمُقِيم، والنصر الْكَرِيم الْإِجْمَال والتقسيم، والصنع الَّذِي يقْضى ارتياده بنجح المسيم. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَلَا زَائِد بِفضل الله سُبْحَانَهُ ثمَّ بِمَا عندنَا من الِاعْتِدَاد بمقامكم، [أَعلَى الله سُلْطَانه، وَرفع شَأْنه] ومهد بالعز أوطانه، إِلَّا الْخَيْر الدَّائِم الانسكاب، واليسر الخضل الجناب، والسعد المقتبل الشَّبَاب، وَنحن نتمسك بالود المتين الْأَسْبَاب، ونختال من حلل التَّعْظِيم فِي آنق الأثواب، ونمت بِالْوَلَاءِ الْخَالِص وَالْحب اللّبَاب. وَإِلَى هَذَا وصل الله سعدكم، وحرس مجدكم، وشكر غرضكم فِي نصر الْإِسْلَام وقصدكم، فإننا لما ورد رَسُولنَا، بَابَكُمْ، منشرح الصَّدْر بِمَا أولاه مقامكم من الْبر، تعرفنا مِنْهُ بِأَن مَحل أخينا، الْأَمِير الأسعد أَبَا زيان، أقرّ الله عين الْإِسْلَام بِكَمَال بدره. ووفر برضاكم عَنهُ، أَسبَاب علو قدره، وأمتعه بِبَقَاء مقامكم، وانفساح عمره، حَتَّى يسركم الله بنجح جهاده، فِي طاعتكم، وإعزاز نَصره، لما عَاد من وجهته الَّتِي لَهَا عينتموه، وحركته الَّتِي بهَا أمرتموه، واصابه ألم، تدارك الله بِرَفْعِهِ وإزالته، وَأعَاد جسده إِلَى حَالَته، فسألنا الله عز وَجل اتِّصَال الْعَافِيَة، وتوالى الألطاف الخافية، والمواهب الوافية، وحمدناه على مَا أتاح من النِّعْمَة الكافية، وَمَعَ هَذَا فَلم نقنع، إِلَّا بمزيد السُّؤَال، واستطلاع الْأَحْوَال [وتعرف أنبائه على الْكَمَال] فكتبنا هَذَا الْكتاب نرغب أَن يشْرَح لنا حَاله عَن أَمركُم الْكَرِيم شرحا يقر الْعُيُون، ويخلص من الشَّك والظنون، فَإِن عافيته لدينا، أهم مَا يلْتَمس،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015