هَذَا الْأَمر الَّذِي تبْعَث المحنة فِيهِ المنحة، وراقت من فضل الله ولطفه فِيهِ الصفحة، وأخذنا الْبيعَة من أهل حضرتنا بعد استدعاء خواصهم وأعيانهم، وتزاحمت على رقها المنشور خطوط إِيمَانهم، وتأصلت قَوَاعِد ألفاظها ومعانيها فِي قُلُوبهم وآذانهم، وضمنوا الْوَفَاء بِمَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ، وَقد خبر سلفنا وَالْحَمْد لله وَفَاء ضمانهم. بادرنا تَعْرِيف مقامكم الَّذِي نعلم مساهمته فِيمَا سَاءَ وسر، وَأحلى وَأمر، عملا بِمُقْتَضى الخلوص الَّذِي ثَبت وَاسْتقر، وَالْحب الَّذِي مَا مَال يَوْمًا، وَلَا ازور، وَمَا أَحَق تَعْرِيف مقامكم بِوُقُوع هَذَا الْأَمر الْمَحْذُور. وانجلاء ليله عَن صبح الصنع البادي السفور، وَإِن كُنَّا قد خاطبنا من خدامكم من يُبَادر إعلامكم بالأمور إِلَّا أَنه أَمر لَهُ مَا بعده، وحادث يَأْخُذ حَده، ونبعث إِلَى بَابَكُمْ من شَاهد الْحَال، مَا بَين وُقُوعهَا، إِلَى استقرارها رأى العيان، وَتَوَلَّى تسديد الْأُمُور بِأَعْمَالِهِ الْكَرِيمَة، ومقاصده الحسان، ليَكُون أبلغ فِي الْبر وأشرح للصدر وأوعب للْبَيَان، فوجهنا إِلَيْكُم وَزِير أمرنَا، وَكَاتب سرنا الكذا، أَبُو فلَان، وألقينا إِلَيْهِ، من تَقْرِير تعويلنا على ذَلِك الْمقَام الْأَسْنَى، واستنادنا من التَّشَيُّع إِلَيْهِ، إِلَى الرُّكْن الوثيق المبنى، مَا نرجو أَن يكون [لَهُ فِيهِ الْمقَام] الأغنى، وَالثَّمَرَة العذبة المجتنى، فاهتمامه بِهَذَا الْغَرَض الأكيد، الَّذِي هُوَ أساس بنائنا، وقامع أَعْدَائِنَا، آثرنا تَوْجِيهه على توفر الِاحْتِيَاج إِلَيْهِ، ومدار الْحَال عَلَيْهِ، والمرغوب من أبوتكم المؤملة، أَن يتلقاه قبُولهَا، بِمَا يَلِيق بِالْملكِ العالي، والخلافة السامية الْمَعَالِي. وَالله عز وَجل يديم أيامكم لصلة الْفضل المتوالي، ويحفظ مجدكم، من غير الْأَيَّام والليالي. وَهُوَ سُبْحَانَهُ يصل سعدكم، ويحرس مجدكم، ويوالي نصركم وعضدكم. وَالسَّلَام الْكَرِيم يخصكم، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015