وَلَا استوحشت نفس وَلَا نبض للفتنة عرق، وَلَا أغفل للدّين حق، فاستند الثّقل إِلَى نَصه، وَلم نعدم من فقيدنا غير شخصه. وبادرنا إِلَى مُخَاطبَة الْبِلَاد، فمهدها ونسكنها، ونقرر الطَّاعَة فِي النُّفُوس، ونمكنها، وأمرنا النَّاس بهَا بكف الْأَيْدِي، وَرفع التَّعَدِّي، وَالْعَمَل من حفظ الشُّرُوط المسالمة المعقودة بِمَا يجدي. وَمن شَره مِنْهُم بالعوار عاجلناه بالإنكار، وصرفنا عَن النصرى مَا أوصلوه مصحبا بالاعتذار، وخاطبنا صَاحب قشتالة نرى مَا عِنْده فِي صلَة السّلم، إِلَى أمدها من الْأَخْبَار، واتصلت البيعات بِنَا من جَمِيع الأقطار، وَعفى على حزن الْمُسلمين بوالدنا، مَا ظهر عَلَيْهِم بولايتنا من الاستبشار، واستبقوا تطير بهم أَجْنِحَة الابتدار، جعلنَا الله مِمَّن قَابل الْحَوَادِث بِالِاعْتِبَارِ، وَكَانَ على حذر من تصاريف الأقدار، وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار، وأعاننا على إِقَامَة دينه فِي هَذَا الوطن الْغَرِيب، الْمُنْقَطع بَين الْعَدو الطاغي وَالْبَحْر الزخار، وألهمنا من شكره لما يتكفل بالمزيد من نعمه، وَلَا قطع عَنَّا عوائد كرمه، وَإِن فَقدنَا والدنا، فَأنْتم بعده الْوَالِد، والذخر الَّذِي تكرم مِنْهُ العوائد، وَالْحب يتوارث، كَمَا ورد فِي الاخبار الَّتِي وضحت مِنْهَا الشواهد. وَمن أعد مثلكُمْ لِبَنِيهِ، فقد تيسرت من بعد الْمَمَات أمانيه، وتأنست قَوَاعِد ملكه، وتشيدت مبانيه، فالاعتقاد الْجَمِيل مَوْصُول، وللفروع فِي التَّشَيُّع إِلَيْكُم أصُول، وَفِي تَقْرِير فخركم محصول، وَأَنْتُم ردء الْمُسلمين بِهَذِهِ الْبِلَاد الْمسلمَة، الَّذِي يعينهم بإرفاده، وَيَنْصُرهُمْ بإنجاده، ويعامل الله فيهم بِصدق جهاده، وعندما اسْتَقر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015