بتبعية الْعَطف والتوكيد. وَالْحَمْد لله كَمَا هُوَ أَهله [فَلَا فضل إِلَّا فَضله] ، فَهُوَ مُسْتَحقّ التَّحْمِيد. وَإِلَى هَذَا وصل الله سعدكم، وحرس مجدكم، [وضاعف مواهب عنايته عنْدكُمْ] فإننا ورد علينا كتابكُمْ الْكَرِيم الْفُصُول، المتعاضد الْفُرُوع بالأصول، المستولى من ميادين الْفضل على أبعد آمادها، المجرى شيم الْمجد على معتادها، الرافل من أَثوَاب البلاغة والبراعة فِي حلل، المتكفل لِلْإِسْلَامِ بأردى غلل، وتجديد أمل، أَطَالَ وَأصَاب، وزين بالخط الْخطاب، وَدنت معاطفه لما استكملت الأوطاب، لجة بَيَان تقذف بالدر، وأفق لزهر الْمعَانِي الغر، ومصحبا بأشتات الهديات حسا وَمعنى، أما الْحس فالصواهل الضامرة والآلات الفاخرة، والمهندات الباقرة، والذخائر الباهرة، وَالْعرُوض المخزونة المصونة، واليلب المنيعة الحصينة، واللطف المجتناة، والطرف الَّتِي تباهي بعيونها الهبات، وَالطّيب ينتشق لَهُ المهبات، وَأما الْمَعْنَوِيّ، وَهُوَ أعلقها بِالنَّفسِ، وأعودهما بالمزيد من الْأنس، وَإِن كَانَ الْكل نفيسا، وبرهان مجده لَا يحْتَمل تلبيسا. فالتعريف بِمَا أَنْتُم عَلَيْهِ من استقامة التَّدْبِير، وإسعاف الْمَقَادِير واضطراد التَّمْهِيد، واستشعار العنابة من الله والمزيد، واستئناف الصنع الْجَدِيد، واستقبال الزَّمن السعيد، وَمَا كيفه الْقدر والحظ المبتدر، واليمن الَّذِي راقت مِنْهُ الْغرَر، وَمن تنوع الْأَحْوَال بمراكش وجهاتها، وعزمكم على انتهاز الفرصة واهتبالها، وَعدم مطاولتها وإهمالها، وأنكم أنهدتم وزيركم مرتادا لركاب النَّصْر، مصحبا أَدَاة الْحصْر، مغتنما هبوب الرّيح وسعادة الْعَصْر، فابتدر الْخط بَين يَدي تِلْكَ العزائم الْمَاضِيَة [والسعود المتقاضية] والشيم الراضية، وَالله