مِنْكُم فِي إمدادها وإنجادها الْمَعْنى وَاللَّفْظ، وتوفر لَهَا من اعتنايكم الكفل وَالْحِفْظ وأننا بِحَسب هَذَا الِاعْتِمَاد والاستمساك، والود الْمُسْتَقيم الأفلاك، والولا الَّذِي يصرع نوره دياجي الأحلاك، نود أَن لَا يمر جُزْء من الزَّمَان إِلَّا عَن رِسَالَة تعْمل، أَو مُخَاطبَة تتحمل، أَو مُكَاتبَة تحْشر فِيهَا حُرُوف الهجا كهذه فَلَا تعْمل، أَو وَجه تَعْرِيف يسْتَقْبل، أَو استطلاع لما يسنيه لله من مزِيد عناية ترجى لكم وتؤمل. وَإِن كُنَّا لَا نسوف الْإِمْكَان بِهَذَا الْغَرَض الحري بالتقديم، وَلَا نغفل صلَة الحَدِيث بالقديم، وَلَا نَبْرَح عَن التَّكْمِيل لَهُ والتتميم، قد جعلنَا ذَلِك شَأْنًا، واستشعرناه سرا وإعلانا، وشغلنا بِهِ لِسَانا وجنانا، فودنا على الاستكثار حَرِيص، وَله مَعَ الْعُمُوم تنصيص، وَمن بعد الْعُمُوم تَخْصِيص. وغرضنا لَو نستنفد الْأَوْقَات فِي فروض بر تقضى، واغتنام ملاطفة ترْضى، واستحثاث مراسلة تنفذ وتمضي. وَلأَجل ذَلِك رَأينَا أَن أوفدنا على بَابَكُمْ من يجدد عهدنا بأنباء ذَلِك الْمقَام السعيد الْمطَالع، الرفيع المصاعد والمصانع وَينْهى إِلَيْنَا عَنهُ إِن شَاءَ الله قُرَّة الْعُيُون وسرور المسامع، وشافهنا بِمَا يتَأَكَّد قبله من نعْمَة الله سابغة، ومنة مِنْهُ سَابِقَة، وموهبة بَالِغَة، فيشاركه فِي الشُّكْر على فضل الله المترادف، ويسره البادي والعاكف، ونسئله صلَة مَا عود من اللطائف، ونرى أَن مَا ينشأ بِتِلْكَ السما من غيث، ففضله عَائِد على هَذِه الْآفَاق، وَأَن مَا يرومه من تمهيد الأقطار، وتأمين الرفاق، ذَرِيعَة إِلَى الْجِهَاد فِيهَا، وتخليد الذّكر الباق. هيأ الله من حلل الْعِزّ مَا يسْتَأْنف لِبَاسه، وَمن مصانع الصنع مَا يمهد أساسه ويسنى بِهِ قومه الْكِرَام وناسه، وأبقاه لفخر فَاش، وَحمد يشي حلته واش، وَفضل لَا يخْتَلف