رياض النفوس (صفحة 995)

الإنسان، فالتفت إليّ الذي كان معي، فأقبل يذكر من فضل الشيخ، فقلت: نعم هو كما تذكر، (قال): وأخبرك بشيء رأيته منه، سألته ليلة أن أبيت عنده، تبركا بذلك وطلبا للفائدة فيه، فقال لي: يا أخي، ما عندنا إلاّ كسرة يابسة، فقلت: يا سيدي إنما سروري الاجتماع بك، قال: فصلّيت معه العشاء الآخرة وما فتح الله بعدها وأوتر، ثم صعد على سدّة له ورمى إليّ جلدا ذا صوف لأنام عليه، ثم أقبل عليّ، فقال: كنت أشتهي الساعة أن آكل معك لحما مطبوخا بلفت وبعده سنبوسقا. قال الرجل: فما استتم الكلام حتى سمعنا قرع الباب. / فقال: ويحك، انظر من هذا؟ فقمت، فإذا بخادم، فأعلمته بها، فخرج إليها، فقالت: يا سيدي، سيدي يقرأ عليك السلام ويقول لك: [يا سيدي] هذا شيء عملناه لك فلم يتمّ إلاّ الآن، فاقبله. قال الرجل: فإذا [هو]- والله - لحم مطبوخ بلفت، وسنبوسق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015