رياض النفوس (صفحة 996)

وكان في عصره رجل يقال له:

250 - أبو العباس التنمزيلي (*)

ظهرت له كرامات. قال أبو الليث السراج: حدثني رجل ثقة أطرابلسي نسيت اسمه قال -: احتيج إلى سارية لمسجد بناحية أطرابلس، فأرادوا إخراجها (إليه) من المدينة، فلما توسطوا بالعجلة التي عليها السارية (الباب) نشب رأسها في عتبة الباب، (قال): ووراء العتبة حجر، فاجتمع لها خلق من الناس بالحبال والشرك - (يعني السيور) - والخشب، ففرجهم عنها وخلع كرزية كانت على رأسه، فأدخلها تحت السارية ودعا رجلا، فدفع إليه طرفها وأمسك هو الطرف الآخر، ثم قال: قل باسم الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، وارفع، فقالا جميعا ورفعا، فارتفعت السارية من ذلك الوحل.

وهذا المسجد معروف بمسجد البدوية، وهو اليوم في قبلي أطرابلس بموضع يعرف بالسوق القديم، وهي قرية مسكونة / وفيه نحو الخمسين سارية، وهذه السارية إذا تلي القرآن فيه جهرا ترشح عرقا، دون ما سواها حتى يقول الراءون (لها): إنها إنما تبكي من خشية الله تعالى، وأن بركة أبي العباس عادت عليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015