رياض النفوس (صفحة 994)

إليك، وبكيت على نظري إليها زمانا.

ومنهم:

249 - أبو عبد الله محمد بن أبي حميد (*)

شيخ متعبد أطرابلسي، فضله مشهور.

قال أبو عبد الله مكي بن يوسف: نزلت بطرابلس [حين] انصرافي من الحجّ، فكنت أكثر الاختلاف إليه / فإني لجالس عنده ذات يوم إذ أتته امرأة بصبيّ قد احدودب ظهره، فلا يقدر أن يمشي، ولا يرفع رأسه، فأجلسته بين يدي الشيخ، فقال له الشيخ: يا بني ارفع رأسك؟ فما قدر، ثم قال له:

امش؟ فما قدر، فالتفت إليّ وقال: يا أبا عبد الله أما ترى هذا الصبي ما استطاع المشي ولا قدر أن يرفع رأسه؟ فقلت له: نعم يا سيدي، فأمرّ بيده على ظهره ثم كتب باصبعه ثلاثة أسطر لم أقف على ما فيها، ثم قال للصبيّ: ارفع رأسك، فرفع رأسه، ثم قال له: امش، فمشى.

قال: واني لعنده ذات يوم ومعنا رجل جالس، إذ قام الشيخ لحاجة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015